{ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } حيث وقع حمله قوم على ظاهره منهم ابن أبي زيد وغيره، وتأوّله قوم بمعنى: قصد كقوله: ثم استوى إلى السماء، ولو كان ذلك لقال: ثم استوى إلى العرش، وتأوّلها الأشعرية أنّ معنى استوى استولى بالملك والقدرة، والحق: الإيمان به من غير تكييف، فإنّ السلامة في التسليم، ولله در مالك بن أنس في قوله للذي سأله عن ذلك: الاستواء معلوم والكيفية مجهولة والسؤال عن هذا بدعة، وقد روي مثل قول مالك عن أبي حنيفة، وجعفر الصادق، والحسن: البصري، ولم يتكلم الصحابة ولا التابعون في معنى الاستواء، بل أمسكوا عنه ولذلك قال مالك السؤال عن هذا بدعة { يُغْشِي ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ } أي يلحق الليل بالنهار، ويحتمل الوجهين، هكذا قال الزمخشري، وأصل اللفظة من الغشاء، أي يجعل أحدهم غشاء للآخر يغطيه فتغطي ظلمة الليل ضوء النهار { يَطْلُبُهُ حَثِيثاً } أي سريعاً، والجملة في موضع الحال من الليل أي طلب الليل النهار فيدركه { أَلاَ لَهُ ٱلْخَلْقُ وَٱلأَمْرُ } قيل: الخلق المخلوقات، والأمر مصدر أمر يأمر، وقيل: الخلق مصدر خلق، والأمر واحد الأمور: كقوله: إلى الله تصير الأمور، والكل صحيح { تَبَارَكَ } من البركة، وهو فعل غير منصرف لم تنطق له العرب بمضارع { تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً } مصدر في موضع الحال وكذلك خوفاً وطمعاً، وخفية من الإخفاء، وقرئ خيفة من الخوف { ٱلْمُعْتَدِينَ } المجاوزين للحد، وقيل هنا هو رفع الصوت بالدعاء والتشطط فيه.