{ وَلاَ يَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوۤاْ } أي لا تظن أنهم فاتوا ونجوا بأنفسهم { إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ } أي لا يفوتون في الدنيا ولا في الآخرة { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ } الضمير للذين ينبذ لهم العهد أو للذين لا يعجزون، وحكمه عام في جميع الكفار { مِّن قُوَّةٍ } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إن القوة الرمي" { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ } قال الزمخشري: الرباط اسم للخيل التي تربط في سبيل الله.
وقال ابن عطية: رباط الخيل جمع ربط أو مصدر { عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } يعني الكفار { وَآخَرِينَ } يعني المنافقين: وقيل: بني قريظة، وقيل: الجن لأنها تنفر من صهيل الخيل، وقيل: فارس، والأول أرجح لقوله مردوا على النفاق { لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } قال السهيلي: لا ينبغي أن يقال فيهم شيء، لأن الله تعالى قال: لا تعلمونهم، فكيف يعلمهم أحد، وهذا لا يلزم، لأن معنى قوله لا تعلمونهم: لا تعرفونهم: أي لا تعرفون آحادهم وأعيانهم وقد يعرف صنفهم من الناس، ألا ترى أنه قال مثل ذلك في المنافقين.