خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ
٢٨
-هود

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ }؛ أي قالَ لهم نوحُ: أخبروني إنْ كنتُ على بُرهانٍ وحُجَّة من ربي، { وَآتَانِي رَحْمَةً }؛ نعمةً، { مِّنْ عِندِهِ }؛ وهي النبوَّة، { فَعُمِّيَتْ }؛ فخَفِيت، { عَلَيْكُمْ }، هذه النعمةُ التي ظهرَتْ لِمَن اتَّبعوني فلم تُبصِروها لتَفاوُتِكم، { أَنُلْزِمُكُمُوهَا }، أمكَنَنا أن نجعلَكم قابلين لها، { وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }؛ هذا مما لا يكونُ. قال قتادةُ: (وَاللهِ لَوِ اسْتَطَاعَ نَبيُّ اللهِ ألْزَمَهَا قَوْمَهُ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَمْلِكْ ذلِكَ).
فإن قِيْلَ: فهَلاَّ قال فَعَمِيتُمْ عَنْهَا وهم الذين كانوا عموا؟ قُلْنَا: قد بيَّنا إنه وَضع ذلك موضع: فخَفِيت عليكم، ثم لا فرقَ بين اللفظين كما لا فرقَ بين قولهم: أدخلتُ الخاتمَ في الإصبع، وأدخلتُ الإصبعَ في الخاتَم. ومن قرأ (فَعُمِّيَتْ) بضمِّ العين وتشديد الميم، فالمعنى: ألَيْسَتْ عليكم نُبُوَّتِي؟.