خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ
٨٤
-يوسف

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ }؛ أي أعْرَضَ عنهم لشدَّة الحزن، { وَقَالَ يَٰأَسَفَىٰ عَلَى يُوسُفَ }؛ أي أقْبلْ أيُّها الأسَفُ فقد حانَ وقتُكَ، والأسَفُ والحزنُ واحدٌ. وَقِيْلَ: الأسَفُ أشدُّ من الحزنِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱبْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ ٱلْحُزْنِ }، من شدَّة البُكاءِ وإلاَّ فالحزنُ لا يُبَيِّضُ العينَ، والدمعُ مما لا يمكن الاحترازُ عنه كما قالَ صلى الله عليه وسلم: "الْقَلْبُ يَحْزَنُ وَالْعَيْنُ تَدْمَعُ" .
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَهُوَ كَظِيمٌ }؛ أي مُمسِكٌ للحُزنِ يتردَّدُ حزنهُ في جَوفهِ، وقال عطاءُ: (الْكَظِيمُ الْحَزِينُ)، وقال الضحَّاك: (كَمِيدٌ)، وقال ابنُ عبَّاس: (مَهْمُومٌ) قال مقاتلُ: (لَمْ يُبْصِرْ بعَيْنَيْنِ سِتَّ سِنِينَ حَتَّى كَشَفَهُ اللهُ بقَميصِ يُوسُفَ)، قِيْلَ: بلغَ من حُزنِ يعقوبَ حزن سَبعين ثكلَى.