خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ
٤٨
-إبراهيم

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ }؛ تبديلُها أنْ يُزادَ فيها وينقصَ منها، وتستوِي جبالُها وأوديتها، وتُمَدَّ الأدِيْم العُكَاظِيِِّ أرضاً بيضاءَ كالفِضَّة، وتبديلُ السَّماوات انفطارُها وانتشارُ كواكبها وتكويرُ شَمسِها وخسوفُ قمَرِها.
وذهب بعضُهم: إلى أنَّ الآيةَ على ظاهرِها، وأن هذه الأرضَ تُبَدَّلُ يومئذٍ بأرضٍ أُخرى، كما رُوي عن عائشةَ: أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأ عَلَيَّ هَذِهِ الآيَةَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ فَأَيْنَ تَكُونَ النَّاسُ؟ قَالَ: "عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ" يعني الصِّراطَ، وأما السماواتُ على هذا القولِ، فإنَّها تُطْوَى وتبدَّلُ سماءً أُخرى، كما قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{ يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } [الأنبياء: 104]. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَبَرَزُواْ للَّهِ ٱلْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }؛ أي وبرَزُوا من قبورِهم للمحاسَبة.