خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ
٤
مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ
٥
-الحجر

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَآ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلاَّ وَلَهَا كِتَابٌ مَّعْلُومٌ * مَّا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ }؛ أي أجلٌ ينتَهون إليه لا يُهلِكُهم اللهُ حتى ينتهون إليه، لا يهلِكُ أُمَّة قبل أجلِها الذي كتبَ لها، ولا تؤخَّرُ عن أجلِها طرفةَ عينٍ، فلا يفترُ هؤلاء الكفار بتأخيرِ وقت إهلاكهم، فإنه إذا جاءَ الوقتُ الذي كتبَ الله هلاكَهم فيه، لم يتأخَّروا عنه كما لا يتقدمون عليه.
وفي هذا بيانُ أنه لا يموتُ أحدٌ ولا يقتلُ إلاّ لأَجَلهِ الذي جعلَهُ الله له، ولا يعترضُ على هذا بقولِ مَن قالَ: يجبُ أن لا يكون القاتلُ ظالماً للمقتولِ؛ لأنه لو لم يقتلْهُ كان يموتُ في ذلك الوقتِ! قُلنا: كان يموتُ من غير ألَمِ القتلِ، فكان القاتلُ بإيصالِ ذلك الألَمِ إليه ظَالماً له.