خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ
٩٧
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ
٩٨
وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ
٩٩
-الحجر

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ }؛ أي ولقَدْ نعلمُ يا مُحَمَّد أنَّكَ يضيقُ صدرُك بما يقولون من التكذيب بأنَّكَ شاعرٌ وساحر وكاهن، قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ }؛ أي فَصَلْ بأمرِ ربكَ، واحمدْهُ بالثَّناءِ عليه، { وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ }؛ أي مِنَ العابدين لله. قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ }؛ أي استقِمْ على عبادةِ ربكَ وطاعتهِ حتى يأتيكَ الموتُ، سَمَّاهُ يَقيناً؛ لأنه مُوقِنٌ به.
وعن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم:
"مَا أوْحِيَ إلَيَّ أنْ أجْمَعَ الْمَالَ وَأكُونَ مِنَ التَّاجِرِينَ، وَلَكِنْ أُوْحِيَ إلَيَّ أنْ أُسَبحَ بحَمْدِ رَبي وَأكُونَ مِنَ السَّاجِدِين" ، وقال الضحَّاكُ: (مَعْنَى قَوْلِهِ { فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ } أيْ قُلْ سُبْحَانَ اللهِ وَبحَمْدِهِ، { وَكُنْ مِّنَ ٱلسَّاجِدِينَ } أيِ الْمُصَلِّينَ، فَكَانَ صلى الله عليه وسلم إذا حَزَّ بهِ أمْرٌ فَزِعَ إلَى الصَّلاَةِ).
وعن أُبَي بن كعبٍ قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ قَرَأ سُورَةَ الْحِجْرِ كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ عَشْرُ حَسَنَاتٍ بعَدَدِ الْمُهَاجِرِينَ وَالأنْصَارِ، وَبعَدَدِ الْمُسْتَهْزِئِينَ برَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم" .