خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ
٢٧
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ
٢٨
-الأنبياء

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { لاَ يَسْبِقُونَهُ بِٱلْقَوْلِ }؛ لا يخرجُون بقولِهم عن حدِّ ما أمرَهم، { وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }؛ قَوْلُهُ: { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ }؛ أي يعلمُ ما قدَّموا وما أخَّرُوا من أعمالِهم، ويقالُ: { مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ } من الدُّنيا { وَمَا خَلْفَهُمْ } من الآخرةِ، ويقال: يعلمُ ما عمِلُوا وما هم عامِلُون.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ٱرْتَضَىٰ }؛ أي لا يشفعونَ إلاّ لِمن رَضِيَ اللهُ عنهُ وارتضى عملَهُ، قال ابنُ عبَّاس: (لِمَنْ قَالَ لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ)، قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }؛ أي وهم مِن خشيتِهم منهُ، فأضافَ المصدرَ إلى المفعولِ. قَوْلُهُ تَعَالَى: { مُشْفِقُونَ } أي خَائِفُونَ، لا يأمَنُون مَكْرَهُ، وفي هذا بيانُ أنّ مَن هذه صفتهُ لا يكون إلَهاً مع اللهِ ولا ولداً لهُ.