خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ
٥١
إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ
٥٢
قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ
٥٣
قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٥٤
-الأنبياء

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَقَدْ آتَيْنَآ إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ }؛ أي مِن قبل بُلُوغِهِ، وَقِيْلَ: معناهُ: مِن قَبْلِ مُوسَى وهارون، والمعنى: آتيناهُ هُدَاهُ وهو صغير حين كان في السِّرْب حتى عرفَ الحقَّ من الباطلِ، { وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ }؛ أي آتيناهُ رُشْدَهُ، { إِذْ }، حين، { قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ }، في الوقت الذي خرجَ من السرب فرآهم يعكفونَ على الأصنام: { مَا هَـٰذِهِ ٱلتَّمَاثِيلُ ٱلَّتِيۤ أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ } أي التصاويرُ التي لأجلِها مقيمون عليها، { قَالُواْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا لَهَا عَابِدِينَ }؛ بيَّنُوا بهذا الجواب أنه لا حُجَّةَ لَهم في عبادةِ الأصنام إلاَّ تقليدَهم لآبائهم، فأجابَهم إبراهيم، { قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمْ }؛ فِي عبادةِ الأصنام، { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }؛ عن الحقِّ ظاهرٍ.