قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَوْلاۤ أَن تُصِيبَهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ }؛ قال مقاتلُ: (مَعْنَاهُ: وَلَوْلاَ أنْ يُصِيْبَهُمُ الْعَذابُ فِي الدُّنْيَا بمَا قَدَّمَتْ أيْدِيْهِمْ مِنَ الْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي) يعني كفارَ مكَّة، { فَيَقُولُواْ رَبَّنَا لَوْلاۤ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولاً }؛ أي هلاَّ أرسلتَ إلينا رَسُولاً، { فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ }، يعني القُرْآنَ، { وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.
والمعنى: لولا أنَّهم يحتَجُّون بتركِ الإرسالِ إليهم لعجَّلنَاهم بالعقوبةِ بكُفْرِهم. وحقيقةُ كَشْفِ معنى الآية: لَولاَ أنَّهُ إذا أصَابَتْهُمْ مُصِيْبَةٌ؛ أي عقوبةٌ بما قدَّمَتْ أيْدِيْهِمْ من الكُفْرِ فيقولُوا عندَ نُزولِ العذاب بهم: رَبَّنَا هَلاَّ أرسلتَ إلينا رَسُولاً فَنَتَّبِعُ كتابَكَ ورسولكَ، ونكون مِن المؤمنينَ؛ لعجَّلْنَاهم العقوبةَ. قِيْلَ: معناهُ: لولا إذا أصابَتْهم عقوبةُ الآخرةِ فيقولُوا ربَّنا لولاَ أرسلتَ إلينا رسُولاً في الدُّنيا لَمَا أرسلناكَ. وفي الآية بيانُ أنَّ الله تعالى أرسَلَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم مبالغةً في الحُجَّةِ وقطعِ الْمَعْذِرَةِ.