مكتبة التفاسير
فهرس القرآن
التفاسير الأكثر قراءة
كتب أخرىٰ
التفاسير العظيمة
التفاسير العظيمة
يحتوي الموقع على 91 تفسير للقرآن الكريم و 25 كتاب في علوم القرآن
English
القائمة
الرئيسية
القرآن والتجويد
التفاسير
علم القراءات
علوم القرآن
بحث وفهارس
كتب متفرقة
تراجم
دراسات قرانية
الإعجاز العلمي
خريطة الموقع
نبذة عنا
خريطة الموقع
>
التفسير
التفاسير
١ الفاتحة
٢ البقرة
٣ آل عمران
٤ النساء
٥ المائدة
٦ الأنعام
٧ الأعراف
٨ الأنفال
٩ التوبة
١٠ يونس
١١ هود
١٢ يوسف
١٣ الرعد
١٤ إبراهيم
١٥ الحجر
١٦ النحل
١٧ الإسراء
١٨ الكهف
١٩ مريم
٢٠ طه
٢١ الأنبياء
٢٢ الحج
٢٣ المؤمنون
٢٤ النور
٢٥ الفرقان
٢٦ الشعراء
٢٧ النمل
٢٨ القصص
٢٩ العنكبوت
٣٠ الروم
٣١ لقمان
٣٢ السجدة
٣٣ الأحزاب
٣٤ سبأ
٣٥ فاطر
٣٦ يس
٣٧ الصافات
٣٨ ص
٣٩ الزمر
٤٠ غافر
٤١ فصلت
٤٢ الشورى
٤٣ الزخرف
٤٤ الدخان
٤٥ الجاثية
٤٦ الأحقاف
٤٧ محمد
٤٨ الفتح
٤٩ الحجرات
٥٠ ق
٥١ الذاريات
٥٢ الطور
٥٣ النجم
٥٤ القمر
٥٥ الرحمن
٥٦ الواقعة
٥٧ الحديد
٥٨ المجادلة
٥٩ الحشر
٦٠ الممتحنة
٦١ الصف
٦٢ الجمعة
٦٣ المنافقون
٦٤ التغابن
٦٥ الطلاق
٦٦ التحريم
٦٧ الملك
٦٨ القلم
٦٩ الحاقة
٧٠ المعارج
٧١ نوح
٧٢ الجن
٧٣ المزمل
٧٤ المدثر
٧٥ القيامة
٧٦ الإنسان
٧٧ المرسلات
٧٨ النبأ
٧٩ النازعات
٨٠ عبس
٨١ التكوير
٨٢ الانفطار
٨٣ المطففين
٨٤ الانشقاق
٨٥ البروج
٨٦ الطارق
٨٧ الأعلى
٨٨ الغاشية
٨٩ الفجر
٩٠ البلد
٩١ الشمس
٩٢ الليل
٩٣ الضحى
٩٤ الشرح
٩٥ التين
٩٦ العلق
٩٧ القدر
٩٨ البينة
٩٩ الزلزلة
١٠٠ العاديات
١٠١ القارعة
١٠٢ التكاثر
١٠٣ العصر
١٠٤ الهمزة
١٠٥ الفيل
١٠٦ قريش
١٠٧ الماعون
١٠٨ الكوثر
١٠٩ الكافرون
١١٠ النصر
١١١ المسد
١١٢ الاخلاص
١١٣ الفلق
١١٤ الناس
<
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
>
--- كل المدارس ---
أمهات التفاسير
تفاسير أهل السنة
تفاسير أهل السنة الصوفية
تفاسير أهل السنة السلفية
تفاسير ميسرة
تفاسير الشيعة الإثنى عشرية
تفاسيرالزيدية
تفاسيرالاباضية
تفاسير حديثة
تفاسير مختصرة
--- اختر التفسير---
تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ)
بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ)
النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)
معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ)
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز/ ابن عطية (ت 546 هـ)
زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ)
تفسير القرآن/ ابن عبد السلام (ت 660 هـ)
مدارك التنزيل وحقائق التأويل/ النسفي (ت 710 هـ)
لباب التأويل في معاني التنزيل/ الخازن (ت 725 هـ)
البحر المحيط/ ابو حيان (ت 754 هـ)
التفسير/ ابن عرفة (ت 803 هـ)
غرائب القرآن و رغائب الفرقان/القمي النيسابوري (ت 728 هـ)
الجواهر الحسان في تفسير القرآن/ الثعالبي (ت 875 هـ)
اللباب في علوم الكتاب/ ابن عادل (ت 880 هـ)
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور/ البقاعي (ت 885 هـ)
الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ)
إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم/ ابو السعود (ت 951 هـ)
مقاتل بن سليمان/ مقاتل بن سليمان (ت 150 هـ)
الكشف والبيان / الثعلبي (ت 427 هـ)
تفسير مجاهد / مجاهد بن جبر المخزومي (ت 104 هـ)
الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ)
التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي الغرناطي (ت 741 هـ)
التفسير الكبير / للإمام الطبراني (ت 360 هـ)
تأويلات أهل السنة/ الماتريدي (ت 333هـ)
حاشية الصاوي / تفسير الجلالين (ت1241هـ)
تفسير سفيان الثوري/ عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي (ت161هـ)
تفسير النسائي/ النسائي (ت 303 هـ)
تفسير عبد الرزاق الصنعاني مصور /همام الصنعاني (ت 211 هـ)
محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ)
تفسير المنار / محمد رشيد بن علي رضا (ت 1354هـ)
تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ)
كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ)
عرض
هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٧
-آل عمران
أضف للمقارنة
التفسير الكبير
قوله عَزَّ وَجَلَّ: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ }، قال ابنُ عبَّاس: (مَعْنَاهُ: هُوَ الَّذِي أنْزَلَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ مِنْهُ آيَاتٌ وَاضِحَاتٌ مُبيِّنَاتٌ لِلْحَلاَلِ وَالْحَرَامِ هُنَّ أصْلُ الْكِتَاب الَّذِي أنْزِلَ عَلََيْكَ يُعْمَلُ عَلَيْهِ فِي الأَحْكَامِ، وَهُنَّ أمٌّ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنْجِيْلِ وَالزَّبُور وَكُلِّ كِتَابٍ) نحوُ قولهِ تعالى:
{
{ قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ }
[الأنعام: 151].
وقَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أي ومنهُ آياتٌ أُخَرُ اشتبهَت على اليهودِ مثلُ { الۤمۤ } و { الۤمۤصۤ }. وقيلَ: يشبهُ بعضُها بعضاً.
واختلفوا في الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابهِ، فقال قتادةُ والربيع والضحَّاك والسديُّ: (الْمُحْكَمُ هُوَ النَّاسِخُ الَّذِي يُعْمَلُ بهِ، وَالْمُتَشَابهُ هُوَ الْمَنْسُوخُ الَّذِي يُؤْمَنُ بهِ وَلاَ يُعْمَلُ بهِ). وعن ابنُ عباس قال: (مُحْكَمَاتُ الْقُرْآنِ: نَاسِخُهُ، وَحَلاَلُهُ؛ وَحَرَامُهُ، وَحُدُودُهُ؛ وَفَرَائِضُهُ؛ وَأَوَامِرُهُ، وَالْمُتَشَابهَاتُ: مَنْسُوخُهُ، وَمُقَدَّمُهُ وَمُؤَخَّرُهُ، وَأَمْثَالُهُ وَأقْسَامُهُ). وقال مجاهدُ وعكرمة: (الْمُحْكَمُ: مَا فِيْهِ الْحَلاَلُ وَالْحَرَامُ، وَمَا سِوَى ذلِكَ مُتَشَابهٌ)، وقال بعضُهم: الْمُحْكَمُ هو الذي لا يحتملُ من التأويلِ إلاّ وَجْهاً وَاحِداً، وَالْمُتَشَابهُ مَا احْتَمَلَ وُجُوهاً.
وقال ابنُ زيد: (الْمُحْكَمُ مَا ذكَرَهُ اللهُ مِنْ قِصَصِ الأَنْبيَاءِ مِثْلَ نُوحٍ وَهُودٍ وَصَالِحٍ وَإبْرَاهِيْمَ وَلُوطٍ وَشُعَيْبَ وَمُوسَى عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، وَالْمُتَشَابهُ هُوَ مَا اخْتَلَفَ فِيْهِ الأَلْفَاظُ مِنْ قِصَصِهِمْ عِنْدَ التِّكْرَار كَمَا فِي مَوْضِعٍ مِنْ قِصَّةِ نُوحٍ
{
{ قُلْنَا ٱحْمِلْ }
[هود: 40] وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ
{
{ فَٱسْلُكْ }
[المؤمنون: 27]، وَقَالَ تَعَالَى فِي الْعَصَا:
{
{ فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ }
[طه: 20]، وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ
{
{ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ }
[الأعراف: 107]، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
{
{ فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }
[الرحمن: 13] ونحو
{
{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }
[المرسلات: 15] وَنَحْوِ ذلِكَ).
وقال بعضُهم: الْمُحْكَمُ ما عرفَ العلماءُ تأويلَه وفهموا معانيه، وَالْمُتَشَابهُ ما ليسَ لأحدٍ إلى علمهِ سبيلٌ مما استأثرَ الله بعلمه، نحوُ: خروجِ الدجَّال؛ ونزولِ عيسى؛ وطلوع الشمس من مغربها؛ وقيامِ الساعة؛ وفناء الدنيا ونحوِها.
وقال ابنُ كيسان: (الْمُحْكَمَاتُ حُجَجُهَا وَاضِحَةٌ؛ وَدَلاَئِلُهَا وَاضِحَةٌ؛ لاَ حَاجَةَ لِمَنْ سَمِعَهَا إلَى طَلَب مَعْنَاهَا، وَالْمُتَشَابهُ هُوَ الَّذِي يُدْرَكُ عِلْمُهُ بالنَّظَرِ، وَلاَ تَعْرِفُ الْعَوَامُّ تَفْصِيْلَ الْحَقِّ فِيْهِ مِنَ الْبَاطِلِ).
وقال بعضُهم: الْمُحْكَمُ ما اجْتُمِعَ على تأويلهِ، والمتشابهُ ما ليس فيه بيانٌ قاطع.
وقال محمدُ بن الفضلِ: (هُوَ سُورَةُ الإخْلاَصِ لأنَّهُ لَيْسَ فِيْهَا إلاَّ التَّوْحِيْدُ فَقَطْ، وَالْمُتَشَابهُ نَحْوُ قَوْلِهِ
{
{ ٱلرَّحْمَـٰنُ عَلَى ٱلْعَرْشِ ٱسْتَوَىٰ }
[طه: 5] وَنَحْوُ قَوْلِهِ
{
{ خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }
[ص: 75]، وَنَحْوُ ذلِكَ مِمَّا يَحْتَاجُ إلَى تَأَويْلِهَا فِي الإبَانَةِ عَنْهَا).
ويقال: الْمُحْكَمُ: نحوُ قولهِ تعالى:
{
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ }
[ق: 38] والمتشابهُ: نحوُ قوله:
{
{ خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ }
[فصلت: 9] ثُمَّ قالَ
{
{ وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا فِيۤ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ }
[فصلت: 10] ثُم قال:
{
{ فَقَضَٰهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ فِي يَوْمَيْنِ }
[فصلت: 12] فظَنَّ مَن لا معرفةَ له أن العددَ ثَمانية أيامٍ ولم يعلم أنَّ اليومين الأوَّلين داخلان في الأربعةِ التي ذَكرَها اللهُ من بعد.
وقال الزجَّاج: (الْمُحْكَمُ مَا اعْتَرَفَ بهِ أهْلُ الشِّرْكِ مِمَّا أخْبَرَ اللهُ بهِ مِنْ إنْشَاءِ الْخَلْقِ؛ وَجَعْلِهِ مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حيٍّ؛ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنَ الثَّمَارِ وَسَخَّرَ لَهُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالرِّيَاحِ. وَالْمُتَشَابهُ: مَا تَشَابَهَ عَلَيْهِمْ مِنْ أمْرِ الْبَعْثِ). وَقَدْ سَمى اللهُ جُمْلَةَ القرآن مُحكماً؛ فقالَ:
{
{ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ }
[هود: 1] فوصفهُ بالإحكامِ، وسَماه كله متشابهاً في آيةٍ أخرى، فقالَ:
{ ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً }
[الزمر: 23] أي يشبهُ بعضُه بعضاً في الْحُسن والتصديق.
قوله عَزَّ وَجَلَّ: { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّه }؛ معناهُ: { فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبهِمْ } مَيْلٌ عن الحقِّ والهدى وهم اليهود فَيَتَّبعُونَ مَا اشتبهَ عليهم من أمرِ الحروف المقطَّعة، يحسبون ذلك بحساب الْجُمَلِ { ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ }؛ أي طلبَ الكُفْرِ والشِّرك، { وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } في طلب تفسير منتهَى ما كتبَ اللهُ لأمَّة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم من المدَّة ليرجع الْمُلْكُ إلى اليهودِ، { وَمَا يَعْلَمُ } تفسيرَ ما كتبَ الله لهذه الأمّة { إِلاَّ ٱللَّه }.
وقال الربيعُ: (
"إنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي وَفْدِ نَصَارَى نَجْرَانَ لَمَّا حَاجُّواْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسِيْحِ؛ فَقَالُواْ: ألَيْسَ هُوَ كَلِمَةُ اللهِ وَرُوحٌ مِنْهُ؟ قَالَ: بَلَى قَالُواْ: حَسَناً"
، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ).
وقال ابنُ جريج: (الَّذين فِي قُلُوبهِمْ زَيْغٌ؛ أيْ شَكٌّ وَهُمْ الْمُنَافِقُونَ). وقال الحسنُ: (هُمُ الْخَوَارجُ)، وقال بعضُهم: جميعُ المبتَدِعة، أعاذنا اللهُ من البدعةِ.
ومعنى الآية: أن النصارى صَرفوا كلمة الله إلى ما يقولون من قدم عيسى مع الله عَزَّ وَجَلَّ، وصرفوا قوله
{
{ وَرُوحٌ مِّنْهُ }
[النساء: 171] إلى أنه جزءٌ منه كروحِ الإنسانِ، وإنَّما أراد الله تعالى بقوله
{
{ وَكَلِمَتُه }
[النساء: 171] أنَّ الله تعالى إنَّما صيَّره بكلمةٍ منه وهي قولهُ
{
{ كُنْ }
[البقرة: 117] فكان، وسَماهُ روحَهُ لأنه خلقَهُ من غيرِ أبٍ، بل أمرَ جبريلَ فنفخَ في جيب مريَم عَلَيْهَا السَّلاَمُ؛ فهو روحٌ من الله أضافَهُُ إلى نَفسهِ تشريفاً له، كبيتِ الله وأرضِ الله.
وقيل: سَمَّاهُ روحاً؛ لأنهُ كان يُحيي الموتى، كما سَمَّى القرآنَ روحاً من حيث إن فيه حياةُ الناس في أمرِ دينهم، قالَ اللهُ تعالى
{
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا }
[الشورى: 52] فصرفَ أهلُ الزيغِ قولَه تعالى
{
{ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ }
[النساء: 171] إلى مذاهبهم الفاسدةِ طلبَ الكفرِ والضَّلال، ولم يَرُدُّوا هذا اللفظَ الذي اشتبه عليهم وشبَّهوه على أنفسهم إلى الآيةِ الْمُحْكَمَةِ؛ وهو قوله عَزَّ وَجَلَّ:
{
{ إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ }
[آل عمران: 59] فعلى هذا يكونُ: { وَمَا يَعلَمُ تَأْويلَهُ إلاَّ اللهُ } أي ما يعلمُ تأويلَ جميعِ المتشابه حتى يستوعب علمَ المتشابهات إلاّ اللهُ.
واختلفَ أهلُ العلم في معنى هذه الآيةِ، فقالَ قومٌ (الواو) في قولهِ تعالى: { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ }، واو العطفِ، يعني أن تأويلَ المتشابهِ يعلمهُ الله ويعلمهُ الراسخونَ في العلمِ، وهم مع عِلْمِهِمْ: { يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }؛ والمعنى والثابتونَ في العلم يعلمونَ تأويلَ ما نَصَبَ اللهُ لَهم الدلالة عليه إلى المتشابه وبعلمهم يقولونَ: ربَّنا آمنَّا به، فروي عنِ أبنِ عبَّاس: { وَمَا يَعْلَمُ تَأْويلَهُ إلاَّ الله والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } يَعْلَمُونَهُ قَائِلِيْنَ: آمَنَّا بهِ). ومنهُم من جعلَ تَمام الكلامِ عند قولهِ { إلاَّ اللهُ }. وفي قراءةِ ابنِ مسعود آمَنَّا (يَقُولُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ آمَنَّا بهِ) وهو مرويٌّ أيضاً عنِ ابن عبَّاس.
ولا يبعدُ أن يكونَ للقرآنِ تأويلٌ ليستأثرَ اللهُ بعلمه دون خلقِه؛ لأنَّا لا نعلمُ مرادَ الله وحكمته في جميعِ أوامره ونواهيه؛ غيرَ أنه ألْزَمَنَا العملَ بما أنزلَهُ ولم يطالبْنا بما لا سبيلَ لنا إلى معرفتهِ، ولم يُخْفِ عنَّا علم ما غابَ عنَّا، مثل قيامِ الساعة وغيرِ ذلك إلاَّ لِما فيه من المصلحةِ لنا وما هو خيرٌ لنا في دينِنا ودُنيانا، وما عُلِّمْنَاهُ فلم يعلِّمناهُ إلاَّ لمصلحتنا ونفعنا فنعرفَ بصحَّة جميع ما أنزلَ الله؛ والتصديق بذلك كله ما علمنا منه وما لم نعلم.
وكان ابن عباس يقولُ: (أنَا مِنَ الرَّاسِخِيْنَ فِي الْعِلْمِ). وقرأ مجاهدُ هذه الآيةَ؛ فقال: (أنَا مِمَّنْ يَعْلَمُ تَأَويْلَهُ). وروى عكرمةُ عنِ ابن عبَّاس؛ قالَ: (كُلُّ الْقُرْآنِ أعْلَمُ تَأَويْلَهُ إلاَّ أرْبَعاً (غِسْلِيْنَ) وَ (حَنَاناً) وَ (الأَوَّاُه) وَ (الرَّقِيْمُ)). وهذا إنَّما قالَهُ ابنُ عباس في وقتٍ ثم عَلِمَها بعد ذلك وفسَّرها.
وممن اختار تَمام الكلام عند قوله { إلاَّ اللهُ } واستئنافُ الكلام بقوله { وَٱلرَّاسِخُونَ }: عائشةُ وعروة بنُ الزبير ورواية طاووسٍ عن ابن عباس كذلكَ أيضاً؛ واختارهُ الكسائيُّ والفرَّاء ومحمدُ بن جرير؛ وقالوا: (إنَّ الرَّاسِخِيْنَ لاَ يَعْلَمُونَ تَأَويْلَهُ، وَلَكِنَّهُمْ يُؤمِنُونَ بهِ). والآيةُ راجعةٌ على هذا التأويل إلى العلمِ بمدَّة أجلِ هذه الأمة؛ ووقتِ قيام السَّاعة وفنَاء الدُّنيا؛ ووقتِ طُلوع الشمس من مغربها؛ ونزولِ عيسى؛ وخُروج الدجَّال ويَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ؛ وعلم الرُّوح ونحوُها مما استأثرَ اللهُ بعلمه ولمْ يُطْلِعْ عليه أحداً من خَلْقِهِ.
قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أُخَرُ جمع أُخْرَى، ولم ينصرف لأنَّه معدولٌ عن أُخَرٍ مثل عُمَرَ وَزُفَرَ، وقَوْلُهُ تَعَالَى: { والرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ } قال بعضُهم: هُم علماءُ أهلِ الكتاب الذين آمنوا منهم؛ مثلُ عبدِالله بن سلام وأصحابه، ودليلهُ قَوْلُهُ تَعَالَى
{
{ لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ }
[النساء: 162] يعني الدَّارسين علمَ التوراة. وعن أبي أُمامة قال: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ؟ فَقَالَ:
"مَن بَرَّ فِي يَمِيْنِهِ؛ وَصَدَقَ لِسَانُهُ؛ وَاسْتَقَامَ قَلْبُهُ؛ وَعَفَّ بَطْنُهُ وَفَرْجُهُ؛ فَذِلكَ الرَّاسِخُ فِي الْعِلْمِ"
.
وسُئل أنس بنُ مالكٍ عن تفسيرِ الراسخين في العلم مَنْ هُمْ؟ فقالَ: (الرَّاسِخُ: هُوَ الْعَالِمُ الْعَامِلُ بمَا عَلِمَ الْمُتَّبعُ).
وقيل الراسخونَ في العلم: المتواضِعون لله، المتذلِّلون في طلب مَرْضَاتِهِ، لا يتعاظَمون على مَن فوقهم ولا يحتقِرون مَن دونَهم.
وقال بعضُهم: الراسخُ في العلم مَن وُجِدَ فِي عمله أربعةُ أشياء: التقوى بينَهُ وبينَ اللهِ، والتواضعُ بينه وبين الخلْقِِ، والزهدُ بينه وبين الدُّنيا، والمجاهدةُ بينه وبينَ نفسهِ.
x
x
x
x
x
x
x
x
x
x
اختر كتب التفسير المراد اضافتها للمقارنة :
--- كل المدارس ---
أمهات التفاسير
تفاسير أهل السنة
تفاسير أهل السنة الصوفية
تفاسير أهل السنة السلفية
تفاسير ميسرة
تفاسير الشيعة الإثنى عشرية
تفاسيرالزيدية
تفاسيرالاباضية
تفاسير حديثة
تفاسير مختصرة
موافق
أعلى الصفحة
2024 © جميع الحقوق محفوظة