خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً
١٤
-الأحزاب

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا }؛ أي لو دُخلَتِ المدينةُ على هؤلاءِ المنافقين مِن أطرَافِها، يعني: لو دَخَلَ عليهم هؤلاءِ الأحزابُ من نواحِيها، { ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا }؛ أي ثُم دُعُوا إلى الشِّركِ لأجَابُوها سَريعاً وأعطَوها من أنفُسِهم. والمعنى: لو أنَّ الأحزابَ دخَلُوا المدينةَ، ثُم أمَرُوهم بالشِّركِ لأشْرَكُوا.
وقرأ أهلُ المدينةِ (لأَتَوْهَا) بالقصرِ؛ أي لفَعَلُوها بأنفُسِهم، { وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً }؛ أي وما يلبَثُون بإجَابتِها إلاَّ قليلاً حتى يَقْبَلُوا. قال قتادةُ: (وَمَا احْتَبَسُواْ عَنِ الإجَابَةِ إلَى الْكُفْرِ إلاَّ قَلِيْلاً)، ويقالُ: ما يتَلَبَّثُونَ بالمدينةِ بعدَ إجابَتِهم إلاَّ يَسِيراً حتى يَهْلَكُوا.