خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً
٣١
-الأحزاب

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ }؛ أي ومَن يُطِعْ منكن للهِ ورسولِهِ. وَقِيْلَ: ومَن تُقِمْ منكنَّ على طاعةِ الله وطاعة رسولهِ، { وَتَعْمَلْ صَالِحاً }؛ فيما بينَها وبين ربها، { نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ }؛ أي نُعطِيها مكانَ كلِّ حَسَنَةٍ عشرين حَسَنَةً، { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً }؛ أي حَسَناً؛ يعني الجنَّة. والرِّزقُ الكريمُ: ما سَلِمَ من كلِّ آفةٍ، ولا يكونُ ذلك إلاَّ في الجنَّة.
قرأ يعقوب (تَقْنُتْ) بالتاءِ ومثلهُ رُوي عن ابنِ عامر، وقوله { وَتَعْمَلْ صَالِحاً }، قرأ الأعمشُ وحمزة والكسائي وخلَف (وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُؤْتِهَا) بالياءِ فيهما. وقرأ غيرُهم (وَتَعْمَلْ) بالتاءِ (وَنُؤْتِهَا) بالنُّون. قال الفرَّاء: (وَإنَّمَا قُرِئ (يَقْنُتْ) بالياءِ لأن (مَنْ) أدَاةٌ تَقُومُ مَقَامَ الاسْمِ، يُعَبَّرُ بهِ عَنِ الْوَاحِدِ وَالاثْنَيْنِ وَالْجَمْعِ وَالْمُؤَنَّثِ وَالْمُذكَّرِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى:
{ { وَمِنهُمْ مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ } [يونس: 43] { { وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ } [يونس: 42]، { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ }).