خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٤
-سبأ

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ }؛ أي قُل يا مُحَمَّد لكُفَّار مكَّة: مَن يرزُقكم من السَّماواتِ المطرَ، ومِن الأرضِ النباتَ والثمرَ؟ وإنَّما أمرَ بهذا السُّؤالِ احتِجَاجاً عليهم؛ لأنَّ الذي يرزقُ هو المستحقُّ للعبادةِ لا غيره، وذلك أنه إذا استفهَمَهم عن الرِّزقِ لَم يُمكِنُهم أن يُبَيِّنُوا رَازقاً غيرَ اللهِ، فيتحيَّرُوا في الجواب فيُؤمَرُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالجواب، فيقولُ لَهم: إنَّ الذي يرزقُكم هو اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، وتَمَّ الكلامُ.
ثُم أمَرَ بأنْ يُخبرَهم أنَّهم على الضَّلالِ بعبادةِ غيرِ الله تعالى بقولهِ تعالى: { وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَىٰ هُدًى أَوْ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }؛ وهذا على وجهِ الإنصَافِ في الحجَّة لاستمالةِ قُلوبهم، كما يقولُ القائلُ من المسَارعِين: أحَدُنا كاذبٌ؛ وهو يعلمُ أنَّهُ صادقٌ وصاحبهُ كاذبٌ.
والمعنى: مَا نحنُ وأنتم إلاَّ على أمرٍ واحدٍ؛ أحدُ الفرِيقَين مهتَدٍ والآخرُ ضَالٌّ، فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم ومَنِ اتَّبَعَهُ على الْهُدَى، ومَن خالفَهُ في ضَلالٍ مُبينٍ.