خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ
٣٧
-سبأ

التفسير الكبير

قَوْلُهُ تَعَالَى: { وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ }؛ أي ليست كَثْرَةُ أموَالِكم ولا أولادِكم بِـ الخصلَةِ { بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ }؛ أي بالتي تُقرِّبُكم إلى الثواب والكرامة قُرْبَةً. وَقِيْلَ: معناهُ: بالَّتي تقرِّبُكم عندَنا قُربَى. قال الأخفشُ: (زُلْفَى: اسْمُ الْمَصْدَر؛ كَأَنَّهُ أرَادَ: بالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا تَقْرِيْباً). { إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً }؛ بصرفِ المال في وجُوهِ الخيرِ، وبصرفِ الأولاد في طاعةِ الله تعالى. وَقِيْلَ: معناهُ: إلاَّ مَن آمَنَ وعَمِلَ صَالحاً فإنَّ إيْمَانَهُ وعملَهُ يقرِّبُه منِّي.
وقَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ }؛ أي لَهم الجزاءُ الْمُضَاعَفُ على حسَنَاتِهم بالحسَنةِ الواحدةِ عشراً، { وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ }؛ الجنَّة، { آمِنُونَ }؛ مِن كلِّ آفَةٍ ومَكروهٍ. والغُرْفَةُ: هي البيوتُ فوقَ الأبنية.
قرأ حمزةُ (وَهُمْ فِي الْغُرْفَةِ) على الواحدةِ، لقوله
{ { أُوْلَـٰئِكَ يُجْزَوْنَ ٱلْغُرْفَةَ } [الفرقان: 75]، وقرأ الباقون (فِي الْغُرُفَاتِ) على الجمعِ، لقوله { { لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ غُرَفَاً } [العنكبوت: 58]، وقرأ يعقوبُ (فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ جَزَاءًَ) بالنصب مُنَوَّناً (الضِّعْفُ) بالرفع تقديرهُ: فأولئكَ لَهم الضعفُ جَزاءً على التقديرِ والتأخيرِ.