خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ
١٠١
لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ
١٠٢
لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ
١٠٣
يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ
١٠٤
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ
١٠٥
إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ
١٠٦
-الأنبياء

تأويلات أهل السنة

قوله - عز وجل -: { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ }.
قال عامة أهل التأويل: إنه لما نزل قوله: { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } قالت الكفرة: إن عيسى وعزيراً والملائكة قد عبدوا من دون الله فهم حصب جهنم، فنزل قوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ } استثنى من سبق له الحسنى منه، وهو عيسى وهؤلاء، وكذلك في حرف ابن مسعود: (إلا الذين سبقت لهم منا الحسنى) على الاستثناء.
عن علي - رضي الله عنه - قال: { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ... } الآية: ذاك عثمان وطلحة والزبير، وأنا من شيعة عثمان وطلحة والزبير، ثم قال:
{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ... } الآية [الأعراف: 43].
ولكن قد ذكرنا الوجه فيه، فإن ثبت أنه نزل بشأن هؤلاء وإلا فهو لكل من سبق له من الله الحسنى.
ثم { ٱلْحُسْنَىٰ } يحتمل الجنة، كقوله:
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ * وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ } [الليل: 5-6] أي: بالجنة، فعلى ذلك قوله: { سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ }، ويحتمل { ٱلْحُسْنَىٰ }: السعادة والبشارة بالجنة وثوابها.
وقوله: { أُوْلَـٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } أي: لا يعودون إليها أبداً، ليس على بعد المكان كقوله:
{ أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } [إبراهيم: 3] أي: لا يعودون إلى الهدى أبداً.
أو أن يكون قوله: { مُبْعَدُونَ } عنها مكاناً، لكن قد ذكر في آية:
{ فَٱلْيَوْمَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ ٱلْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى ٱلأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ } [المطففين: 34-35] وقال في آية: { فَٱطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 55] ولا نعلم هذا أنه يجعل في قوى أهل الجنة أنهم متى ما أرادوا أن ينظروا إلى أولئك ويروهم يقدرون على ذلك؛ أو تقرب النّار إليهم فينظرون إليهم، والله أعلم، والأوّل أشبه أنهم لا يعودون إليها أبداً.
وقوله: { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا } أي: صوتها، وهو ما ذكر من الإبعاد، وإذا بعدوا منها لم يسمعوا حسيسها.
وقوله - عز وجل -: { وَهُمْ فِي مَا ٱشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ } وهو ما قال في آية أخرى:
{ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [الزخرف: 71].
وقوله - عز وجل -: { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } أي: لا يحزنهم أهوال يوم القيامة وأفزاعها { وَتَتَلَقَّاهُمُ ٱلْمَلاَئِكَةُ } أي: تتلقاهم الملائكة بالبشارة، كقوله:
{ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسْتَقَامُواْ... } الآية [فصلت: 30].
أو { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ }، أي: لا يحزنهم ما يحل بالكفرة من الفزع والعذاب، كمن رأى في الدنيا إنساناً في بلاء وشدة، أو يعذب بعذاب، فإنه يحزن ويهتم بما حل به، فأخبر أنّهم لا يحزنون بما حل بالكفرة من العذاب والشدائد.
قال أبو عوسجة:
{ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [الأنبياء: 98] قال: الحصب والحطب واحد، قال: وما أكثر من العرب من يتكلم بهذه اللفظة، قال: ولا أعرف (حضب جهنم) بالضاد.
وقال غيره ما ذكرنا من إلقاء الحطب فيه والتهييج.
وقوله: { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } أي: داخلون.
وقوله: { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } الزفير: هو شدة النفس في الصّدر، يقال: زفر يزفر زفيراً.
وقال بعضهم: الزفير: هو أنين كل محزون ومكروب، وهو قريب ممّا ذكرنا.
وقوله: { لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا }، أي: صوتها، وهو من الحس: وهو الصّوت.
وقال القتبي: حصب جهنم: ما ألقي فيها، وأصله: من الحصباء، وهي الحصاة، ويقال: حصبت فلانا - أي: رميته - حصبا بتسكين الصّاد، وما رميت به حصب، بفتح الصّاد، وكما تقول: نفضت الشجرة نفضا، وما وقع نفض، واسم حصى الجمار: حصب.
وقوله - عز وجل -: { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } كأن هذا خرج على إثر سؤال سألوه على غير ابتداء؛ لأن الابتداء بمثله على غير تقدم أمر لا يحتمل، فكأنه - والله أعلم - لما ذكر أهل النار في قوله: { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ... } إلى قوله: { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } وذكر أهل الجنة ووصفهم بقوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ... } إلى آخر ما ذكر من قوله: { هَـٰذَا يَوْمُكُمُ ٱلَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } فكأنهم قالوا: متى يكون ذلك؟ فقال عند ذلك: { يَوْمَ نَطْوِي ٱلسَّمَآءَ كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } أخبر أن السماء تطوى كما يطوي السجل الكتب.
ثم ذكر في السماء الطي مرة والتبديل في آية بقوله:
{ يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ... } الآية [إبراهيم: 48]، وذكر [الانفطار و] الانشقاق في آية، كقوله: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتْ } [الانفطار 1] و { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } [الانشقاق: 1] ونحوه، كما ذكر في الجبال أحوالا، مرة قال: { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ٱلْمَنفُوشِ } [القارعة: 5]، وقال في آية [أخرى]: { يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } [طه: 105]، وقال في آية أخرى: { هَبَآءً مَّنثُوراً } [الفرقان: 23] وقال في آية أخرى: { وَتَرَى ٱلْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ ٱلسَّحَابِ } [النمل: 88] ونحوه، فجائز أن يكون كذلك على اختلاف الأحوال، على ما ذكرنا فيما تقدم، ثم تتلاشى وتفنى حتى لا يبقى منها شيء، كما ذكر { هَبَآءً مَّنثُوراً } [الفرقان: 23]؛ فعلى ذلك السماوات والأرضون يختلف عليها الأحوال على ما ذكر، ثم آخرها التبديل كما ذكر { يَوْمَ تُبَدَّلُ ٱلأَرْضُ غَيْرَ ٱلأَرْضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ } [إبراهيم: 48] فيما ذكر في هؤلاء الآيات من تغيير الجبال والسماوات والأرضين دليل فناء هذا العالم بجملته وأسره؛ لأن فناء السماوات والأرض والجبال يبعد عن أوهام الخلق، وأمّا غيرها من الخلائق فإنهم يشاهدون فناءه، فذكر فناء ما يبعد في أوهامهم، ليعلموا أن هذا العالم يفنى بأسره، ويستبدل عالماً آخر، يحتمل البقاء للجزاء، والله أعلم.
وقوله - عز وجل -: { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ }.
هذا أيضاً لا يحتمل إلا على تقدم ذكر، فهو محتمل ما ذكرنا مما سبق من ذكر أهل الجنة وأهل النار، فقالوا: كيف يحيون؟ فقال عند ذلك: { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } ثم اختلف فيه:
فقال بعضهم: نطفا، ثم علقاً، ثم مضغا، ثم عظاماً، ثم لحماً، ثم ينفخ فيهم الروح.
وقال بعضهم: { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } حفاة عراة على ما خلقوا في الابتداء.
وقال بعضهم: { كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } يعني: السماوات السبع يطويها الله فيجعلها سماء واحدة كما كانت أولا قبل أن يخلق فيها ست سماوات، والأرضين كذلك.
وجائز أن يكون ذكر هذا إخباراً أنه قادر على أن يعيدهم كما قدر على ابتداء خلقهم.
وقوله - عز وجل -: { وَعْداً عَلَيْنَآ إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } أي: بعثهم { وَعْداً عَلَيْنَآ } لا يختلف ذلك على ما قال:
{ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ } [آل عمران: 9] ثم اختلف في السجل، وفي قراءته:
قال بعضهم: السجل: اسم رجل، وهو كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال بعضهم: هو اسم الملك الذي يكتب.
وقال بعضهم: السجل: الصحيفة.
ثم قال بعضهم: من قرأ { ٱلسِّجِلِّ } بالتشديد فهو الصحيفة، ومن قرأ { ٱلسِّجِلِّ } بالتخفيف: هو ملك موكل بالصحف، اسمه: السجل، ويقرأ الكتاب.
قال أبو عوسجة: { كَطَيِّ ٱلسِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } قال: يقال: أسجلت وسجلت، أي: كتبت، إسجالا وتسجيلا، وسجلت أيضاً: عملت، وسجل: خلق، يقال منه: سجل يسجل سجلا، والمساجلة: المفاخرة، ويقال: ساجلته: فاخرته، ويقال: أسجلت الكلام فهو مسجل، أي: أطلقته وأرسلته، والله أعلم.
وقوله - عز وجل -: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ }.
قال بعضهم: إن كل كتب الله التي أنزلها هي زبور.
{ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ } أي: الكتاب الذي عند الله وهو اللوح المحفوظ، معناه - والله أعلم - على هذا التأويل: كتبنا في الكتب التي أنزلناها بعد ما كان مكتوباً في اللوح المحفوظ { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا... } كذا.
وقال بعضهم: كتب الله في الزبور المعروف، وهو زبور داود بعد ما كتب { مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ } أي: التوراة { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا } يعني: الجنة { يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } وكتب ذلك في هذا القرآن فقال: { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ }.
وقال بعضهم: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ }، أي: زبور داود بعد ما كتب في الذكر الذي عنده.
وجائز أن يكون قوله: { كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ }: في بعض كتاب، أي: في بعض السور: { مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ }، أي: من بعد السورة { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا } كذا.
وجائز أيضاً: { كَتَبْنَا } في كتاب { مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ }، أي: من بعد ما ذكرهم ووعظهم { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا } كذا.
ثم اختلفوا في قوله: { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ }:
قال عامة أهل التأويل: هي الجنة؛ أخبر أن الجنة إنما يرثها عبادي الصالحون، وهو ما ذكر في آية أخرى:
{ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْوَارِثُونَ * ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [المؤمنون: 10-11] فيكون هذا تفسيراً لذلك.
وقال بعضهم: { أَنَّ ٱلأَرْضَ } يعني: أرض بيت المقدس { يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } وهو كذلك كان، لم يزل بها عباد الله الصالحون إلى يوم القيامة.
وجائز أن يكون قوله: { أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا } أنه محمد، كقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"زُويت لي الأرضُ فأريتُ مشارقَهَا ومغاربَها وسَيبْلُغ ملك أمتي ما زُوي لي منها" ، فذلك وراثتها، وهم عباده الصالحون، كقوله: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ... } الآية [آل عمران: 110]؛ أخبر أنها خير الأمم، والله أعلم.
وقوله: { إِنَّ فِي هَـٰذَا لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } يحتمل قوله: { فِي هَـٰذَا } أي: فيما ذكر من قوله: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } في ذلك { لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } أي: لقوم همتهم العبادة، أو لقوم مطيعين موحدين.
وجائز أن يكون قوله: { إِنَّ فِي هَـٰذَا } فيما تقدم من الآيات، وهو قوله:
{ وَٱقْتَرَبَ ٱلْوَعْدُ ٱلْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ... } [الأنبياء: 97] إلى قوله: { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ }، وما ذكر من قوله: { إِنَّ ٱلَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا ٱلْحُسْنَىٰ... } إلى آخر ما ذكر - أن فيما ذكر كله { لَبَلاَغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ }.
وجائز أن يكون بلاغا للناس جميعاً، كقوله:
{ هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ } [إبراهيم: 52] فيكون قوله: { لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ } أي: لقوم يلزمهم العبادة.
وقال بعضهم: { إِنَّ فِي هَـٰذَا } أي: في هذا القرآن { لَبَلاَغاً } أبلغهم عن الله { لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ }.
وفي حرف ابن مسعود: { إِنَّ فِي هَـٰذَا } أي: في هذا { لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ }.