خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَـٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ ثَوَاباً مِّن عِندِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ
١٩٥
-آل عمران

تأويلات أهل السنة

قوله - عز وجل -: { فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ }
هذا يدل أن الوعد لهم كان مقروناً بشرط السؤال؛ لأنه قال: { فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ }، والاستجابة تكون على أثر السؤال؛ كقوله - عز وجل -:
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ... } الآية [البقرة: 186].
وقوله تعالى: { أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنْكُمْ مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ }.
قيل: من الخلق كلهم، لكن جعل جزاء أعمال الكفرة في الدنيا؛ كقوله تعالى:
{ نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } [هود: 15] وأمَّا المؤمنون: في الدنيا والآخرة، وأمّا الكفار فإنما يعطيهم ابتداء ليس بجزاء.
وقوله - عز وجل -:
{ نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ } [هود: 15] ، أي: نردها عليهم، وهم لا يبخسون أرزاقهم.
وقيل: قوله: { مِّنْكُمْ } - إشارة إلى المؤمنين خاصَّة؛ كقوله - عز وجل -:
{ وَٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } الآية [التوبة: 71].
وقوله - عز وجل -: { فَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي... } الآية:
الذين هاجروا: إلى الله تعالى ورسوله طوعاً، { وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ }، أي: اضطروهم حتى خرجوا من ديارهم فهاجروا، { وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي }، أي: في طاعتي، { وَقَـٰتَلُواْ }: حتى { وَقُتِلُواْ }.
ويحتمل هذا كله أنْ هاجر بَعْضٌ طوعاً، وبعض أُخرجوا من ديارهم حتى هاجروا، وقاتل بعضٌ حتى قتلوا، وقاتل بعض ولم يُقْتلوا، وقُتِل بعض.
وقوله: { وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ... } الآية.
تأويلها ظاهر.