خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ
١٧٩
-الصافات

تأويلات أهل السنة

قوله - عز وجل -: { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ }.
عياناً ومشاهدة.
وقال بعضهم: وأبصرهم العذاب إذا نزل بهم خير فسوف يبصرون وقوعاً.
ويحتمل قوله: { وَأَبْصِرْهُمْ } أي: عرفهم أن العذاب ينزل بهم فسوف يعرفون إذا نزل بهم.
وقوله - عز وجل -: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ }.
دل هذا أنهم كانوا يستعجلون نزول العذاب بهم - والله أعلم - إنما يستعجلون العذاب استهزاء بالرسول - عليه السلام - وتكذيباً له فيما يوعدهم أن العذاب ينزل بهم.
ثم قوله: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } هو حرف التعجب أن كيف يستعجلون عذابي؟! ألم يعرفوا قدري وسلطاني في إنزال العذاب والإهلاك إذا أردت تعذيب قوم وإهلاكهم؟! أي: قدرت ذلك وملكت عليه.
ثم أخبر أنه إذا نزل العذاب بساحتهم يساء صباحهم، حيث قال - عز وجل -:
{ فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } [الصافات: 177].
ثم قوله - عز وجل -: { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } يحتمل النزول بالساحة، أي: بقربهم.
ويحتمل النزول بالساحة: النزول بهم والوقوع عليهم؛ كقوله - عز وجل -:
{ وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ } [الرعد: 31] حتى يأتي وعد الله في نزوله بهم - والله أعلم - يحتمل نزوله بساحتهم ما ذكرنا من نزوله بقربهم ووقوعه عليهم.
ثم قوله - عز وجل -: { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } ساء صباحهم؛ لأن ذلك العذاب إذا حل بهم صيرهم معذبين في النار أبد الآبدين، والله أعلم.
وقوله - عز وجل -: { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ }.
قد ذكرنا هذا فيما تقدم.
وكذلك قوله - عز وجل -: { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ويقول بعضهم: أي: انظر فسوف ينظرون، لكن الوجه فيه ما ذكرنا.