خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ
٢
ٱلَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا عَلَى ٱلآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
٣
وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٤
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ ٱللَّهِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
٥
-إبراهيم

حاشية الصاوي

قوله: (والرفع مبتدأ) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (ملكاً وخلقاً وعبيداً) أي فلا شريك له في شيء من ذلك.
قوله: { وَوَيْلٌ } قيل معناه دمار وهلاك للكافرين، وقيل واد في جهنم، لو وضعت في جبال الدنيا لذابت من حره، وهو مبتدأ، وسوغ الابتداء به قصد الدعاء. قوله: (نعت) أي للكافرين، وفيه الفصل بين النعت والمنعوت بأجنبي وهو قوله: { مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } فالأوضح أن يكون مبتدأ خبره { أُوْلَـٰئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ }. قوله: { يَسْتَحِبُّونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } أي يحبونها ويألفونها زيادة على الآخرة، والمعنى يقدمون الحياة الدنيا على الآخرة. قوله: { وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } أي يمنعون الناس عن الدين الحق. قوله: { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } أي يطلبون العدول والانحراف عنها، والمعنى أنهم يضلون غيرهم، ويضلون في أنفسهم. قوله: { فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ } أي كفر مبعد لهم عن الرحمة والخير.
قوله: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ } أي محمداً أو غيره فظاهر. إن قلت: إن كان المراد بقومه الذين نشأ فيهم، وإن كان المراد الذين أرسل لهم، فرسول الله أرسل لكافة الخلق، مع أنه لم يظهر منه إلا اللسان العربي، وهو لسان بعض قومه أجيب: بأن الله علمه جميع اللغات، فكان يخاطب كل قوم بلغتهم، وإن لم يثبت أنه تكلم باللغة التركية، لأنه لم يتفق أنه خاطب أحداً من أهلها، ولو خاطبه لكلمه بها. قوله: { فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ } استئناف مفصل لقوله: { لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } أي الغالب على أمره وهو كالعلة لقوله: { فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ } الخ قوله: { ٱلْحَكِيمُ } أي الذي يضع الشيء في محله.
قوله: { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ } تفصيل لما أجمل في قوله: { وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ } الآية قوله: (التسع) تقدم منها ثمانية في الأعراف، والتاسعة في يونس قوله: (وقلنا له) لا حاجة لتقديره، بل المناسب أن يفسر أن بأي التفسيرية، لأن ضابطها موجود، وهو تقدم جملة فيها معنى القول دون حروفه وهو { أَرْسَلْنَا }، ويصح جعلها مصدرية أي بإخراج قومك، وهذه الباء للتعدية، وفي { بِآيَاتِنَآ } للحال قوله: (بنعمه) أي فالمراد بالأيام النعم، وعبر عنها بالأيام لحصولها فيها قوله: { لِّكُلِّ صَبَّارٍ } أي كثير الصبر وقوله: { شَكُورٍ } أي كثير الشكر، وخصوا بالذكر لأنهم المنتفون بها.