خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً
١٥
وَإِذِ ٱعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ فَأْوُوا إِلَى ٱلْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِّنْ أَمْرِكُمْ مِّرْفَقاً
١٦
وَتَرَى ٱلشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ ٱلْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ ٱلشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذٰلِكَ مِنْ آيَاتِ ٱللَّهِ مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً
١٧
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { هَـٰؤُلاۤءِ قَوْمُنَا } هذه جمل ثلاث، قالوها فيما بينهم بعد خروجهم من عند الملك، وآخرها قوله: { كَذِباً }. قوله: (عطف بيان) أي أو بدل. قوله: { ٱتَّخَذُواْ } خبر المبتدأ. قوله: (هلا) أشار بذلك إلى أن لولا للتحضيض، والمقصود من ذكر هذا الكلام فيما بينهم، تذاكر التوحيد وتقوية أنفسهم عليه. قوله: (على عبادتهم) أشار بذلك إلى أن الكلام على حذف مضاف. قوله: (أي لا أحد) أشار بذلك إلى أن الاستفهام إنكاري بمعنى النفي. قوله: (قال بعض الفتية لبعض) قدره إشارة إلى أن { إِذِ } ظرف منصوب بمحذوف، أي قال بعضهم لبعض وقت اعتزالهم. قوله: { وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ ٱللَّهَ } { مَا } موصولة أو مصدرية، والمعنى وإذ اعتزلموهم والذي يعبدونه غير الله، أو معبوداتهم غير الله. قوله: { يَنْشُرْ لَكُمْ } أي يبسط ويوسع. قوله: (وبالعكس) أي فهما قراءتان سبعيتان، وأما الجارحة فبكسر الميم فقط. قوله: (من غداء وعشاء) أي وغير ذلك.
قوله: { وَتَرَى ٱلشَّمْسَ } الخطاب للنبي أو لكل أحد، والمعنى لو كنت هناك عندهم واطلعت على كهفهم. لرأيت الشمس إذا طلعت الخ. قوله: (بالتشديد) أي فأصله تتزاور، قلبت التاء زاياً وأدغمت في الزاي. قوله: (والتخفيف) أي بحذف إحدى التاءين، وهما قراءتان سبعيتان. قوله: (ناحيته) أشار بذلك إلى أن ذات اليمين وذات الشمال ظرف مكان، بمعنى جهة اليمين وجهة الشمال، والمراد يمين الداخل للكهف وشماله، وذلك أن كهفهم مستقبل بنات نعش، فتميل عنهم الشمس طالعة وغاربة لئلا تؤذيهم بحرها، ولا ينافي هذا ما تقدم في القصة أنه سد باب الكهف وبنى عليه مسجد، لأن الكهف له محل منفتح من أعلاه جهة بنات نعش. قوله: { وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ } أي وسطه والجملة حالية. قوله: (المذكور) أي من نومهم وحمايتهم من إصابة الشمس لهم.
قوله: { مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ } جملة معترضة في أثناء القصة لتسلية صلى الله عليه وسلم. قوله: { فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً } أي معيناً. قوله: { مُّرْشِداً } أي هداياً.