خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِٱلْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً
٢٢
-الكهف

حاشية الصاوي

قوله: { ثَلاثَةٌ } خبر مبتدأ محذوف قدره المفسر بقوله: (هم). قوله: { رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ } مبتدأ وخبر، والجملة صفة لثلاثة، وكذا يقال في قوله: { وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ } { وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ }. قوله: (نجران) موضع بين الشام واليمن والحجاز. قوله: { رَجْماً بِٱلْغَيْبِ } أي ظناً من غير دليل ولا برهان. قوله: (أي المؤمنون) أي قالوا ذلك بإخبار الرسول لهم عن جبريل عليه السلام. قوله: (بزيادة الواو) أي من غير ملاحظة معنى التوكيد. قوله: (وقيل تأكيد) أي زائدة، لتأكيد لصوق الصفة بالموصوف، وحكمة زيادتها الإشارة إلى تصحيح هذا القول دون ما قبله. قوله: (ودلالة على لصوق الصفة) الخ، العطف للتفسير على ما قبله، فهما قولان فقط.
قوله: { قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم } أي من غيره. قوله: { مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ } أي وهو النبي ومن سمع منه. قوله: (وذكرهم سبعة) أي وهم: مكسلمينا وتمليخا ومرطونس ونينوس وساريولس وذونوانس وفليستطيونس وهو الراعي، و اسم كلبهم قمطير، وقيل حمران، وقيل ريان، قال بعضهم: علموا أولادكم أسماء أهل الكهف، فإنها لو كتبت على باب دار لم تحرق، وعلى متاع لم يسرق، وعلى مركب لم تغرق. وقال ابن عباس رضي الله عنهما: خواص أسماء أهل الكهف، تنفع لتسعة أشياء: للطلب، والهرب، ولطف الحريق تكتب على خرقة وترمى في وسط النار تطفأ بإذن الله، ولبكاء الأطفال، والحمى المثلثة، وللصداع تشد على العضد الأيمن، ولأم الصبيان، وللركوب في البر والبحر، ولحفظ المال، ولنماء العقل، ونجاة الآثمين اهـ. قوله: { إِلاَّ مِرَآءً ظَاهِراً } أي غير متعمق فيه، بل نقص عليهم ما في القرآن، من غير تجهيل لهم وتفتيش على عقائدهم. قوله: (بما أنزل إليك) أي وهو القرآن.
قوله: { وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِّنْهُمْ أَحَداً } أي لا تسأل عن قصتهم، فإن فيما أوحي إليك الكفاية. قوله: (اليهود) المناسب عدم التقييد بذلك، بل يقيد بالنصارى، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام سأل نصارى نجران عنهم فنهي عن ذلك. قوله: (وسأله أهل مكة) أي بتعليم اليهود لهم حيث قالوا لهم: سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وعن ذي القرنين، فسألوه عنها فقال: أبقوني غداً أخبركم، ولم يقل إن شاء الله، فأبطا الوحي بضعة عشر يوماً وأربعين حتى شق عليه، وتمارت قريش في ذلك. قوله: (فنزل) أي بعد انقضاء تلك المدة، تعليماً لأمته الأدب، وتفويض الأمور إلى الله تعالى، فإن الإنسان لا يدري ما يفعل به، فإذا كان هذا الخطاب لرسول الله وهو سيد الخلق، فما بالك بغيره؟