خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً
٣٣
وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً
٣٤
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَآ أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَـٰذِهِ أَبَداً
٣٥
وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً
٣٦
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِٱلَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً
٣٧
لَّٰكِنَّاْ هُوَ ٱللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً
٣٨
-الكهف

حاشية الصاوي

و{ كِلْتَا } مضاف، و{ ٱلْجَنَّتَيْنِ } مضاف إليه، وهذا إعرابه إن أضيف لظاهر، فإن أضيف لضمير، كان ملحقاً بالمثنى فيعرب بالحروف. قوله: { آتَتْ أُكُلَهَا } ألخ، هذا كناية عن نموها وزياداتها، فليست كالأشجار يتم ثمرها في بعض السنين وينقص في بعض.
قوله: { وَفَجَّرْنَا } أي شققنا. قوله: (يجري بينهما) أي ليسقي أرضه ومواشيه بسهولة. قوله: { وَكَانَ لَهُ } أي لأحدهما. قوله: { ثَمَرٌ } المراد به أمواله التي هي من غير الجنتين، كالنقد والمواشي، وسمي ثمراً لأنه يثمر أي يزيد. قوله: (بفتح الثاء والميم) الخ، القراءات الثلاث سبعية. قوله: (وهي جمع ثمرة) أي بفتحتين، وهذا على كل واحد من الأوجه الثلاثة، فالمفرد لا يختلف، وإنما الاختلاف في الجمع، فقوله: (كشجرة) الخ لف ونشر مرتب.
قوله: { فَقَالَ لِصَاحِبِهِ } حاصل مقالات الكافر لصحابه المؤمن ثلاث، وكلها شنعية، الأولى { أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ } الخ، الثانية { وَدَخَلَ جَنَّتَهُ } الخ، الثالثة { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَائِمَةً } الخ. قوله: (يفاخره) أي يراجعه بالكلام الذي فيه الافتخار. قوله: { أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً } الخ، { أَنَا } مبتدأ، و{ أَكْثَرُ } خبره، و{ مِنكَ } متعلق بمحذوف حال من مالاً و{ مَالاً } تمييز محول عن المبتدأ، والأصل مالي أكثر منك، فحذف المبتدأ، وأقيم المضاف إليه مقامه فانفصل، وجعل المبتدأ في الأصل تمييزاً، ويقال في قوله: { وَأَعَزُّ نَفَراً } ما قيل هنا. قوله: (ويريه أثارها) أي بهجتها وحسنها، وفي نسخة أثمارها وهي ظاهرة. قوله: { وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } الجملة حالية من فاعل { دَخَلَ }. و{ لِّنَفْسِهِ } مفعوله واللام زائدة. قوله: { قَائِمَةً } أي كائنة وحاصلة. قوله: (على زعمك) دفع بهذا ما يقال إنه ينكر البعث، فكيف يقول ذلك؟ فأجاب بأنه مجاراة له في زعمه. قوله: (مرجعاً) أشار بذلك إلى أن { مُنْقَلَباً } تمييز وهو اسم مكان من انقلاب بمعنى الرجوع، والمراد عاقبة المآل.
قوله: { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ } أي وهو المؤمن، وقد رد المقالات الثلاث على طريق اللف والنشر المشوش. قوله: { أَكَفَرْتَ } الاستفهام للتوبيخ والتقريع، والمعنى لا ينبغي ولا يليق منك الكفر بالذي خلقك الخ، وهذا رد للمقالة الأخيرة. قوله: { رَجُلاً } مفعول ثاني لسواك لأنه بمعنى (صيرك) كما قال المفسر. قوله: { لَّٰكِنَّاْ } استدراك على قوله: { أَكَفَرْتَ } كأنه قال: أنت كافر بالله، لكن أنا مؤمن، واختلف القراء في وصل { لَّٰكِنَّاْ } فبعضهم يثبت ألفاً بعد النون، وبعضهم يحذفها، وفي الوقف تثبت قولاً واحداً لثبوتها في الرسم. قوله: (أو حذفت الهمزة) أي من غير نقل، فقوله: (ثم أدغمت النون) أي بعد تسكينها بالنسبة للنقل، وعلى الثاني فهي سكانة فتدغم حالاً. قوله: (ضمير الشأن) أي فهو مبتدأ، والجملة بعده خبره، ولا تحتاج لرابط لأنها عينة في المعنى، وهو معها خبر عن (أنا) والرابط الياء من { رَبِّي }. قوله: { وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً } مراده لا أكفر به، لأن إنكار البعث كفر.