خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ وَٱلْفُلْكَ تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ
٦٥
وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ
٦٦
-الحج

حاشية الصاوي

قوله: { سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلأَرْضِ } أي ذلل لكم ما فيها من الدواب لتنتفعوا بها. قوله: { وَٱلْفُلْكَ } بالنصب في قراءة العامة، عطف على ما في قوله: { مَّا فِي ٱلأَرْضِ } أي وسخر لكم الفلك وأفردها بالذكر، لكون تسخيرها أعجب من سائر المسخرات، والفك يطلق على الواحد والجمع بلفظ واحد، فوزن الواحد قفل، ووزن الجمع بدن. قوله: (من) { أَن } (أو لئلا) { تَقَعَ } أشار بذلك إلى أن { أَن تَقَعَ } إما في محل نصب على المفعول لأجله، أي لأجل أن لا تقع، أو في محل جر على حذف حرف الجر، والتقدير من أن تقع أي من وقوعها. قوله: { إِلاَّ بِإِذْنِهِ } استثناء مفرغ من معنى قوله: { وَيُمْسِكُ ٱلسَّمَآءَ أَن تَقَعَ عَلَى ٱلأَرْضِ } والتقدير لا يتركها تقع في حال من الأحوال، إلا في حال كونها ملتبسة بمشيئة الله تعالى. قوله: { وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاكُمْ } أي أوجدكم من العدم لتسعدوا أو تشقوا، فكل من الإحياء الأول والثاني، إما نعمة أو نقمة. قوله: { ثُمَّ يُحْيِيكُمْ } (عند البعث) أي للثواب أو العقاب. قوله: { إِنَّ ٱلإِنْسَانَ لَكَفُورٌ } أي جحود لنعم خالقه.