خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَٱلَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً وَآتُوهُمْ مِّن مَّالِ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ آتَاكُمْ وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ عَلَى ٱلْبِغَآءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُواْ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُنَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
٣٣
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِّنَ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ
٣٤
-النور

حاشية الصاوي

قوله: { وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ نِكَاحاً } أي ليجتهدوا في طلب العفة وتحصيل أسبابها، وذلك يكون بالتباعد عن الغلمان والنساء، ويكون بملازمة الصوم والرياضة، لما في الحديث: "من استطاع منكم الباءة فليتزوج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء، ويكون بترك استعمال العقاقير التي تقوي الشهوة واستعمال ضدها" . قوله: (أي ما ينكحون به) أي فالمصدر بمعنى اسم المفعول ككتاب بمعنى مكتوب. قوله: (عن الزنا) قدرة إشارة إلى أن متلعق يستعفف محذوف.
قوله: { وَٱلَّذِينَ } أسم موصول مبتدأ و{ يَبْتَغُونَ } صلته و{ الْكِتَابَ } معمول ليبتغون، وقوله: { مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ } حال من فاعل { يَبْتَغُونَ }، وقوله: { فَكَاتِبُوهُمْ } الجملة خبر، وقرن بالفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط. قوله: (بمعنى المكاتبة) أي وهي مفاعلة، لأن السيد كتب على نفسه العتق، والعبد كتب على نفسه النجوم. قوله: { فَكَاتِبُوهُمْ } الأمر للندب. قوله: (أي أمانة) أي في دينه. قوله: (وقدرة على الكسب) أي بحرفة وغيرها. قوله: { وَآتُوهُمْ } الأمر قيل للندب وقيل للوجوب. قوله: (حط شيء) أي وهو أفضل من الإعطاء، لأنه قد يصرفه في غير جهة الكتابة، والأفضل أن يكون ذلك الحط في آخر نجم.
قوله: { وَلاَ تُكْرِهُواْ فَتَيَاتِكُمْ } جمع فتاة، ولا مفهوم للإكراه، بل الرضا بالزنا من الكبائر، وإنما عبر به لأنه سبب النزول. قوله: { عَلَى ٱلْبِغَآءِ } هو مصدر بغت المرأة تبغي بغاء، أي زنت، وهو مختص بزنا النساء. قوله: { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً } لا مفهوم له، بل يحرم الإكراه على الزنا وإن لم يردن التحصن، وإنما نص على ذلك، لأنه الواقع من عبد الله بن أبي الذي نزلت في حقه الآية. قوله: (محل الإكراه) أي فلا يتحقق الإكراه إلا عند تلك الارادة، وأما عند ميلهن له فذلك باختيارهن فلا يتصور الإكراه حينئذ، فالتقييد لأجل صحة قوله: { تُكْرِهُواْ }. قوله: (كان يكره جواريه) أي وكن ستاً فشكا ثنتان منهن للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت الآية. قوله: { غَفُورٌ } (لهن) أي ما وقع منهن، لأن المكره وإن لم يكن آثماً، فلربما يحصل منه بعض ميل، والإكراه المبيح للزنا هو خوف القتل أو الضرب المؤدي له أو لتلف عضو، أما القتل فلا يباح تخوف القتل، بل يسلم نفسه ولا يقتل غيره، وأما ترك الصلاة مثلاً، فالإكراه عليه يحصل بالضرب ونحوه. قوله: (بفتح الياء وكسرها) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: (بين فيها ما ذكر) راجع للفتح، وقوله: (أو بينة) راجع للكسر. قوله: { وَمَثَلاً } عطف على آيات. قوله: (أي من جنس أمثالهم) أشار بذلك إلى أن في الآية حذف مضافين، والأصل { وَمَثَلاً } من جنس أمثال الذين خلوا.