خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ
٨
أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
٩
ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ
١٠
ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
١١
وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُبْلِسُ ٱلْمُجْرِمُونَ
١٢
وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ مِّن شُرَكَآئِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ كَافِرِينَ
١٣
وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ
١٤
-الروم

حاشية الصاوي

قوله: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ } الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، والتقدير اعموا ولم يتفكروا. قوله: { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } أي بالحكمة لا عبثاً. قوله: (تفنى عند انتهائه) أي تنعدم السماوات والأرض وما بينهما عند انقضاء ذلك الأجل. قوله: { بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ } متعلق بكافرون، واللام غير مانعة من ذلك لوقوعها في غير محلها وهو خبر { إِنْ }. قوله: { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } الهمزة داخلة على محذوف، والواو عاطفة عليه، والتقدير: اقعدوا ولم يسيروا؟ والاستفهام للتوبيخ، والجملة معطوفة على جملة { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ } عطف سبب على مسبب، لأن السير سبب للتفكر، قوله: { وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } بالقصر لعامة القراء وقرئ شذوذاً، وآثار بألف بعد الهمزة. قوله: { أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } نعت لمصدر محذوف، أي عمارة أكثر من عمارتهم.
قوله: { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } أي فلم يذعنوا لها، بل كذبوا بها. قول: { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ } أي يعاملهم معاملة ملك ظالم جبار، بل معاملة ملك عادل رحيم، وعلى فرض أخذهم من غير جرم لا يكون ظالماً، إذ لا مشارك له في خلقه، ولكن من فضله تعالى ألزم نفسه ما لا يلزمه قوله: { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ } بيان لعاقبة أمرهم إثر بيان حالهم في الدنيا. قوله: (خبر كان على رفع عاقبة) أي و{ عَاقِبَةَ } اسمها، وهي مضافة للموصول، و{ أَسَاءُواْ } صلته، و{ ٱلسُّوۤأَىٰ } صفة لموصوف محذوف، أي المجازاة السوآى وهي جهنم خبر { كَانَ }، وقوله: (واسم كان على نصب عاقبة) أي فالسوآى اسم { كَانَ } مؤخر، و{ عَاقِبَةَ } خبر { كَانَ } مقدم، وعلى كل فقوله: { أَن كَذَّبُواْ } خبر لمحذوف تقديره وإساءتهم أن كذبوا، فهي جملة مستأنفة بيان لصلة الموصول، فيصح الوقف على السوآى، وهذا ما اختاره المفسر من أوجه شتى وهو أنورها، وذكر الفعل لأن الاسم كان على كل مجازي التأنيث. قوله: (والمراد بها) أي السوآى قوله: (أي بأن) { كَذَّبُواْ } أشار بذلك إلى أن الكلام على تقدير الباء وهي للسببية.
قوله: { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ } عبر بالمضارع إشارة إلى أن البدء متجدد شيئاً فشيئاً ما دامت الدنيا. قوله: (أي ينشئ خلق الناس) أي يظهرهم من العدم. قوله: (بالتاء والباء) أي فهما قراءتان سبعيتان. قوله: { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ } أي وهو يوم الإعادة. قوله: (يسكت المشركون) أي عن جواب يدفع عنهم العذاب. قوله: (أي لا يكون) أشار بذلك إلى أن الماضي بمعنى المضارع، لأن المنفي بلم ماضي المعنى. قوله: { بِشُرَكَآئِهِمْ } متعلق بكافرين. قوله: (تأكيد) أي لفظي. قوله: (أي المؤمنون والكافرون) أخذ هذا التعميم من قوله أولاً، { ٱللَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ }.