خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ
٢٣
إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٢٤
إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ
٢٥
قِيلَ ٱدْخُلِ ٱلْجَنَّةَ قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
٢٦
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ ٱلْمُكْرَمِينَ
٢٧
وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ
٢٨
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ
٢٩
-يس

حاشية الصاوي

قوله: { مِن دُونِهِ } يصح أن يكون مفعولاً ثانياً مقدماً لاتخذوا، على أنها متعدية لاثنين، و { آلِهَةً } مفعول أول مؤخر، ويصح أن يكون حالاً من آلهة، أو متعلقاً باتخذوا، على أنها متعدية لواحد. قوله: { لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ } أي لا تنفعني شفاعتهم، فهو من الغماء بالفتح وهو النفع، ومنه قول البوصيري: قلن ما في اليتيم عنا غناء. قوله: (صفة آلهة) أي جملة { إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ } إلخ، فهو في محل نصب، والأوضح أن تكون مستأنفة، سيقت لتعليل النفي المذكور، لأن جعلها صفة، يوهم هناك آلهة ليست كذلك. قوله: (إن عيدت غير الله) أشار بذلك إلى أن التنوين عوض عن جملة.
قوله: { فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي لثبوت الأدلة على بطلان ذلك. قوله: { فَٱسْمَعُونِ } بكسر النون في قراءة العامة وهي نون الوقاية، حذفت بعدها ياء الإضافة، وقرئ شذوذاً بفتحها، ولا وجه له في العربية، لأن فعل الأمر يبنى على حذف النون. قوله: (أي اسمعوا قولي) أي ما قلته لكم وهو
{ { ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } [يس: 20] إلخ. قوله: (فرجموه فمات) أي وهو يقول: اللهم اهد قومي، وقيل: حرقوه وجعلوه في سور المدينة، وقبره في سورة أنطاكية، وقيل: نشروه بالمنشار حتى خرج من بين رجليه، فوالله ما خرجت روحه إلا في الجنة، وفي رواية: أنهم قتلوا معه الرسل الثلاثة، ووضعوهم في بئر وهو الرس. قوله: و { قِيلَ } (له عند موته) هذا أحد أقوال ثلاثة، اقتصر المفسر على اثنين منها، والثالث: إن هذا القول، كناية عن البشرى بأنه يدخل الجنة. قوله: (وقيل دخلها حياً) أي فحين هموا بقتله، رفعه الله من بينهم وأدخله الجنة حياً إكراماً له، كما وقع لعيسى أنه رفع إلى السماء.
قوله: { قَالَ يٰلَيْتَ قَوْمِي } أي وهم الذين نصحهم أولاً، وقد نصحهم حياً وميتاً، قوله: (بغفرانه) أشار بذلك إلى أن ما مصدرية، ويصح أن تكون موصولة والعائد محذوف، أي بالذي غفره لي، ويصح أن تكون استفهامية، أي بأي شيء غفر لي، أي بأمر عظيم، وهو توحيدي وصدعي بالحق. قوله: { وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ } إلخ، هذا تحقير لهم وتصغير لشأنهم، والمعنى: لم يحتج في إهلاكهم إلى إرسال جنود من الملائكة، بل نهلكهم بصيحة واحدة مثلاً، وقوله: { وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ } أي لم يكن شأننا وعادتنا، ارسال جنود لإهلاك أحد من الأمم قبلهم، بل إذا أردنا إهلاكاً عاماً، يكون بغير الملائكة، كصيحة أو رجفة أو غير ذلك. إن قلت: إن الملائكة قد نزلت من السماء يوم بدر للقتال مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. أجيب: بأن انزالهم تكرمة للنبي وأصحابه لا للإهلاك العام، وقيل: نزول الملائكة والاستنصار بهم من خصوصياته صلى الله عليه وسلم. قوله: (بعد موته) أي أو بعد رفعه حياً على القول الآخر. قوله: (لإهلاك أحد) أي من الأمم السابقة. قوله: (صاح بهم جبريل) أي صاح عليهم. قوله: (ميتون) أي فشبهوا بالنار الخامدة، لانقطاع النفع في كل.