خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ
٧٥
وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ ٱلْكَرْبِ ٱلْعَظِيمِ
٧٦
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَاقِينَ
٧٧
وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ
٧٨
سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ
٧٩
إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ
٨٠
إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ
٨١
ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ
٨٢
-الصافات

حاشية الصاوي

قوله: { وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ } شروع في تفصيل ما أجمله في قوله: { { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُّنذِرِينَ } [الصافات: 72] وقد ذكر في هذه السورة سبع قصص: قصة نوح، وقصة إبراهيم، وقصة الذبيح، وقصة موسى وهارون، وقصة الياس، وقصة لوط، وقصة يونس، وذلك تسلية له صلى الله عليه وسلم وتحذير لمن كفر من أمته. قوله: (ربي إني مغلوب) أي مقهور، وقوله: (فانتصر) أي انتقم منهم. قوله: { فَلَنِعْمَ ٱلْمُجِيبُونَ } الواو للتعظيم، وقوله: (نحن) هو المخصوص بالمدح. قوله: { وَأَهْلَهُ } أي من آمن به، ومنهم زوجته المؤمنة وأولاده الثلاثة وزوجاتهم. قوله: (فالناس كلهم من نسله) هذا هو المعتمد، وقيل كان لغير ولد نوح أيضاً نسل. قوله: (سام) إلخ، الثلاثة بمنع الصرف للعلمية والعجمة وفارس، كذلك للعلمية والتأنيث، لأنه علم على قبيلة. قوله: (والخزر) بفتح الخاء والزاي بعدهما راء مهملة، وهكذا في النسخ الصحيحة وهو الصواب، وفي بعض النسخ: والخزرج، وهو تحريف فاحش، لأن الخزرج من جملة العرب، والخزر صنف من الترك صغار الأعين، يعرفون الآن بالطرر. قوله: (وما هنالك) أي وهم قوم عند يأجوج ومأجوج، إذا طلعت عليهم الشمس، ودخلوا في أسراب لهم تحت الأرض، فإذا زالت عنهم، خرجوا إلى معايشهم وحروثهم، وقيل: هم قوم عراة، يفرش بعضهم إحدى أذنيه ويلتحف بالأخرى. قوله: (ثناء حسناً) قدره إشارة إلى أن مفعول { تَرَكْنَا } محذوف، وقوله: { سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ } كلام مستقل انشاء، ثناء من الله تعالى عن نوح، فالأول ثناء الخلق، والثاني ثناء الخالق، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يمسي: سلام على نوح في العالمين، لم تلدغه عقرب" . قوله: { ٱلْعَالَمِينَ } متعلق بما تعلق به الجار قبله، والمراد بالعالمين الملائكة والثقلان.
قوله: { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } تعليل لما فعل بنوح من الكرامة، في إجابة دعائه، وإبقاء ذريته، وذكر الجميل، وتسليم الله عليه في العالمين، أي فهذا الجزاء سنتنا في كل من اتصف بالإحسان كنوح. قوله: { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } علة لكونه محسناً، وفيه إجلال لشأن الإيمان، وإظهار لفضله، وترغيب في تحصيله والثبات عليه والازدياد منه. قوله: { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } معطوف على { نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ } فالترتيب حقيقي، لأن نجاتهم بركوب السفينة، حصلت قبل غرق الباقين فتدبر.