خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وفِرْعَوْنُ ذُو ٱلأَوْتَادِ
١٢
وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ لْئَيْكَةِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلأَحْزَابُ
١٣
إِن كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ ٱلرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ
١٤
وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ
١٥
وَقَالُواْ رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ
١٦

حاشية الصاوي

قوله: { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ } إلخ، استئناف مقرر لمضمون ما قبله ببيان تفاصيل الأحزاب. قوله: (باعتبار المعنى) أو وهو أنهم أمة. قوله: (كان يتد) من باب وعد، أي يدق ويغرز، و { ٱلأَوْتَادِ } جمع وتد، بفتح الواو وكسر التاء على الأفصح. قوله: (يشد إليها يديه) إلخ، أي ويضجعه مستلقياً على ظهره. قوله: (ويعذبه) قيل: يتركه حتى يموت، وقيل: يرسل عليه العقارب والحيات، وقيل: معنى ذو الأوتاد: ذو الملك الثابت، أو ذو الجموع الكثيرة، وفي { ٱلأَوْتَادِ } استعارة بليغة، حيث شبه الملك ببيت الشعر، وهو لا يثبت إلا بأوتاد. قوله: (أي الغيضة) أي الأشجار الملتفة المجتمعة، وتقدم أنهم أهلكوا بالظلة.
قوله: { أُوْلَـٰئِكَ ٱلأَحْزَابُ } بدل من الطوائف المذكورة، وقوله: { إِن كُلٌّ } إلخ، استئناف جيء به تقريراً لتكذيبهم، وبياناً لكيفيته، وتمهيداً لما يعقبه، و { إِن } نافية لا عمل لها لانتقاض النفي بإلا. قوله: (لأنهم) إلخ، جواب سؤال كيف يقال: إن كلاً كذب الرسل، مع أن كل أمة كذبت رسولاً واحداً. قوله: { وَمَا يَنظُرُ هَـٰؤُلآءِ } شروع في بيان عقاب كفار مكة، إثر بيان عقاب إخوانهم الأحزاب، قوله: (هي نفخة القيامة) أي الثانية. قوله: { مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ } الجملة في محل صفة لصيحة، و { مِن } مزيدة في المبتدأ. قوله: (بفتح الفاء وضمها) أي فهما قراءتان سبعيتان بمعنى واحد، هو الزمان الذي بين حلبتي الحالب ورضعتي الراضع، والمعنى: ما لها من توقف قدر فواق باقة، وقال ابن عباس: ما لها من رجوع، من أفاق المريض إذا رجع إلى صحته، وقد مشى عليه المفسر، وكل صحيح. قوله: (لما نزل
{ { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ } [الحاقة: 19] إلخ، أي الذي في سورة الحاقة. قوله: { قِطَّنَا } أي نصيبنا وحظنا، وأصله من قط الشيء أي قطعه. قوله: (أي كتاب أعمالنا) سمي قطاً لأنه مقطوع أي مقطوع، لأن صحيفة الأعمال قطعة ورق مقطوعة من غيرها. قوله: { قَبْلَ يَوْمِ ٱلْحِسَابِ } أي في الدنيا.