خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَآءَتْهُمْ ذِكْرَٰهُمْ
١٨
-محمد

حاشية الصاوي

قوله: { فَهَلْ يَنظُرُونَ } أي ينتظرون جزاء أعمالهم، فالمراد انتظار الجزاء لا انتظار الموت، فإنه يأتيهم قبل مجيئها.
قوله: (أن تأتيهم) { بَغْتَةً } أي فقد قرب قيامها.
قوله: { فَقَدْ جَآءَ أَشْرَاطُهَا } كالعلة لقوله: { فَهَلْ يَنظُرُونَ } الخ، لأن ظهور أشراط الشيء موجب لانتظاره، ورد عن حذيفة والبراء بن عازب:
"كنا نتذاكر الساعة، إذ أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ما تتذاكرون؟ قلنا نتذاكر الساعة، قال: إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات: الدخان، ودابة الأرض، وخسفاً بالمشرق، وخسفاً بالمغرب، وخسفاً بجزيرة العرب، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج، ونزول عيسى، وناراً تخرج من عدن" انتهى. قوله: (منها بعثة النبي) الخ، أي من علاماتها الصغرى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وقد حصل بالفعل، وأما العلامات الكبرى فستأتي، وإنما عبر عن الجميع بالماضي لتحقق الوقوع، على حد: أتى أمر الله. قوله: { فَأَنَّىٰ لَهُمْ } خبر مقدم، و { ذِكْرَٰهُمْ } مبتدأ مؤخر، و { إِذَا } وما بعدها معترض، وجوابها محذوف دل عليه ما قبله، والمعنى: كيف لهم التذكر إذا جاءتهم الساعة فكيف يتذكرون؟