خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ مِنَ ٱلأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِن تُطِيعُواْ يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٦
لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً
١٧
-الفتح

حاشية الصاوي

قوله: { قُل لِّلْمُخَلَّفِينَ } كرر وصفهم بهذا الاسم، إشعاراً بشناعته، ومبالغة في ذمهم. قوله: (قيل هم بنو حنيفة) أي وهم جماعة مسيلمة الكذاب، والداعي للمخلفين على قتالهم حينئذ أبو بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم. قوله: (أصحاب اليمامة) اسم لبلاد في اليمن، ولامرأة كانت بها ويقال لها زرقاء، كانت تبصر الركب من مسيرة ثلاثة أيام. قوله: (وقيل فارس والروم) أي والداعي لهم عمر بن الخطاب، وقيل: إن ذلك في هوازن وغطفان يوم حنين، والداعي لهم رسول الله، إن قلت: إن الله تعالى أمر رسوله أن لا يدعو المخلفين إلى الجهاد في قوله: { { فَقُلْ لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُواْ مَعِيَ عَدُوّاً } [التوبة: 83] وحينئذ فيبعد أن ذلك في غزوة حنين، والداعي لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأجيب: بأنه لا بعد، إذ قوله: { لَّن تَخْرُجُواْ مَعِيَ أَبَداً } الخ، إنما نزلت بعد الفتح في غزوة تبوك، فتحصل أن الأقوال ثلاثة، وكل صحيح. قوله: { أَوْ يُسْلِمُونَ } أشار بذلك إلى أن الجملة مستأنفة، وليست أو بمعنى إلى، أو إلا، وإلا لنصب الفعل بحذف النون، ومعنى { يُسْلِمُونَ } ينقادون ولو بعقد الجزية، فإن الروم نصارى، وفارس مجوس، وكل منهما يقر بالجزية، وأما بالنسبة لبني حنيفة، فمعناه يسلمون بالفعل، لأنهم كانوا مرتدين، والمرتد لا يقر بالجزية، بل إما السيف أو الأسلام. قوله: { كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ } أي في الحديبية.
قوله: { لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ } نزلت لما قال أهل الزمانة والعاهة والآفة: كيف بنا يا رسول الله؟ حين سمعوا قوله تعالى: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } الخ. قوله: (في ترك الجهاد) أي في التخلف عن الجهاد، وهذه أعذار ظاهرة، وذلك لأن الأعمى لا يمكنه الكر ولا الفر، وكذلك الأعراج والمريض، ومثل هذه الأعذار الفقر الذي لا يمكن صاحبه أن يقضي مصالحه وأشغاله التي تعوق عن الجهاد، وكل هذا ما لم يفجأ العدو، وإلا وجب على كل بما يمكنه. قوله: (بالياء والنون) أي فهما قراءتان سبعيتان.