خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَٰوةَ فَإِخْوَٰنُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَنُفَصِّلُ ٱلأيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ
١١
وَإِن نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوۤاْ أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ
١٢
أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوۤاْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ
١٣
-التوبة

حاشية الصاوي

قوله: { فَإِن تَابُواْ } الخ ليس فيه تكرار مع ما تقدم، لاختلاف جواب الشرط، لأن الأول أفاد تخلية سبيلهم، وهنا أفاد أنهم إخواننا في الدين. قوله: (أي فهم إخوانكم) أشار بذلك إلى أن { فَإِخْوَٰنُكُمْ } خبر لمحذوف، والجملة في محل جزم جواب الشرط. قوله: (يتدبرون) أي يتعظون فيؤمنون، وإنما فسر العلم بالتدبر، لأن المراد به علم يحصل معه الإذعان لا مطلق علم. قوله: { وَإِن نَّكَثُوۤاْ } النكث في الأصل الرجوع إلى خلف، ثم استعمل في النقض مجازاً بجامع أن كلاً متأخر عن مطلوبه وهو مقابل قوله: { فَإِن تَابُواْ } إلخ، والمعنى فإن أظهروا ما في ضمائرهم من الشر فقاتلوا إلخ. قوله: { وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ } عطف تفسيراً أو سبب على مسبب والأقرب الأول.
قوله: { فَقَاتِلُوۤاْ } أمر لسيدنا محمد وأمته. قوله: { أَئِمَّةَ ٱلْكُفْرِ } بتحقيق الهمزتين وإدخال ألف بينهما وتركه، وتسهيل الثانية مع إدخال ألف بينهما وتركه، وبإبدال الثانية ياء، فهذه خمس قراءات غير شاذة هنا، وفي الأنبياء، وفي موضعي القصص، وفي السجدة وأصله أأئمه بوزن أفعله، أريد إدغام أحد الميمين في الأخرى، فنقلت حركة الميم الأولى للساكن قبلها، وهو الهمزة الثانية. قوله: (فيه وضع الظاهر) إلخ أي زيادة في التقبيح عليهم، حيث وصفهم بكونهم رؤساء في الكفر، وكان مقتضى الظاهر فقاتلوهم. قوله: { لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ } بفتح الهمزة جمع يمين بمعنى الحلف، والمعنى لا عهود لهم متممة. قوله: (وفي قراءة بالكسر) أي فيكون مصدر آمن بمعنى أعطاه الأمان، أو من الإيمان وهو التصديق. قوله: { إلاَّ } (للتخصيص) أي وهو الطلب، بحث وإزعاج لاتصافهم بصفات ثلاثة، كل واحد منها يقتضي القتال.
قوله: { وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ ٱلرَّسُولِ } إنما اقتصر على الإخراج، مع أنه وقع منهم الهم بالقتل والهم بالإيثاق أيضاً، لأن أثر الإخراج ظهر عقبه، وهو خروجه منها بإذن ربه لا خوفاً منهم، ولذا ورد:
"اللهم كما أخرجتني من أحب البلاد إلي، فأسكني في أحب البلاد إليك" . قوله: (بدار الندوة) تقدم أنها مكان اجتماع القوم للمشاورة والحديث. والباني لها قصي، وقد أدخلت الآن في المسجد، فهي في مقام الحنفي. قوله: (حيث قاتلوا خزاعة) أي أعانوهم بالسلاح، ثم اعلم أن صريح المفسر على ذلك على قريش، وهو مناف لما تقدم، من أن السورة نزلت سنة تسع، وقريش إذ ذاك مسلمون. قوله: (فما يمنعكم أن تقاتلوهم) أشار بذلك إلى أن المراد من التحضيض الأمر مع التوبيخ. قوله: (في ترك قتالهم) يتعلق بقوله: { أَتَخْشَوْنَهُمْ }. قوله: { إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ } شرط حذف جوابه لدلالة ما قبله عليه.