خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ
٣٤
-لقمان

تفسير القرآن

قوله: { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً }[34] أي ما له وعليه في الغيب من المقدور فاحذروه بإقامة ذكره والصراخ إليه، حتى يكون هو المتولي لشأنهم، كما قال: { { يَمْحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ } [الرعد:39].
قوله تعالى: { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }[34] قال: على أي حكم تموت من السعادة والشقاوة، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
"لا تغرنكم كثرة الأعمال فإن الأعمال بالخواتيم" وكان يقول: "يا ولي الإسلام وأهله ثبتني بالإسلام حتى ألقاك به" ، وقال: "يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك" ، مع ما أمنه الله من عاقبته، وإنما قال ذلك تأديباً ليقتدوا به، ويظهروا فقرهم وفاقتهم إلى الله عزَّ وجلَّ، ويتركوا السكون إلى الأمن من مكره، ولذلك قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام: { { وَٱجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ } [إبراهيم:35] وقال يوسف عليه السلام: { تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِٱلصَّالِحِينَ } [يوسف:101] فهذا كله تبرٍّ من الحول والقوة بالافتقار إليه، كما قال: { { لَوْلاَ دُعَآؤُكُمْ } [الفرقان:77] أي تبريكم من كل شيء سواي قولاً، وقال: أنتم الفقراء إلى الله عزَّ وجلَّ.