خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ
٣
-هود

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَأَنِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ } [الآية: 3].
قال أبو بكر الحواشى: التوبة التى تتولد من الاستغفار أن ترفع ثوب النجس والغش والدنس.
سُئل سهل بن عبد الله عن الاستغفار. فقال: هو الإنابة ثم الإجابة، ثم التوبة ثم الاستغفار بالظاهر والإنابة بالقلب والتوبة مداومة الاستغفار من تقصيره فيها.
قال بعضهم: الاستغفار من غير إقلاع توبة الكذابين.
وقال بعضهم: استغفروا ربكم من الدعاوى وتوبوا إليه من الخطرات المذمومة.
وقال يوسف: استغفار العامة من الذنوب واستغفار الخاصة من رؤية الأفعال ومن رؤية المنة والفضل، واستغفار الأكابر من رؤية كل شىء سوى الحق.
قوله تعالى: { يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعاً حَسَناً إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ } [الآية: 3].
قال الواسطى رحمة الله عليه: طيب النفس وسعة الرزق والرضاء بالمقدور.
قال سهل: هو نزل الخلق والإقبال على الحق.
قال أبو الحسين الوراق فى قوله: يمتعكم متاعًا حسنًا قال يرزقكم صحبة الفقراء الصادقين.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: لا شىء أحسن على العبد من ملازمة الحقيقة وحفظ السر مع الله وهو تفسير قوله يمتعكم متاعًا حسنًا.
قال الحسين يمتعكم متاعًا حسنًا: الرضاء بالميسور والصبر على كربة المقدور.
قال محمد بن الفضل: هو طيب النفس وسعة الصدر وتمام الرزق والرضاء.
قوله تعالى: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ }.
قال الواسطى رحمة الله عليه: ذو الفضل من رزق بعد الاستغفار والتوبة حسن الإنابة والإخبَات مع دوام الخشوع.
قال النصرآباذى: رؤية الفضل تقطع عن المتفضل كما أن رؤية المنة تحجب عن المنان.
قال بعضهم فى قوله: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } يوصل كل مستحق إلى ما يستحقه من مجالس القربة وسمو المنزلة.
قال الجوزجانى: من قدر عليه الفضل فى السبق يوصله إلى ذلك عند إيجاده.
سئل أبو عثمان عن قوله: { وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ } قال: يحقق آمال من أحسن ظنه به.