خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
١٥٢
-البقرة

حقائق التفسير

قوله عز وجل: { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ }.
قال الواسطى: حقيقة الذكر فى الإعراض عن الذكر ونسيانه والقيام بالمذكور.
وقال بعض العراقيين فى قوله: { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ } قال: لك نسيبة من الحق يتحمل بها الموارد وهو ذكره إياك، فلولا ذكره إياك ما ذكرته. وقيل: اذكرونى بجهدكم وطاقتكم لأقرن ذكركم بذكرى فيتحقق لكم الذكر.
قال سمنون: حقيقة الذكر أن ينسى كل شىء سوى مذكوره، لاستغراقه فيه فيكون أوقاته كلها ذكرًا وأنشد:

لا لأنِّى أنساك أكثر ذكراك ولكنى بذاك يجرى لسانى

وقال بعض البغداديين: الذكر عقوبة لأنه طرد الغفلة ولو لم يكن غفلة فلا معنى للذكر. وقال بعض المتأخرين من أهل خراسان: كيف يذكر الحق بعقول مصنوعة وأوهام مطبوعة؟ وكيف يذكر بالزمان من كان قبل الزمان على ما هو به؟ إذ الحق سبق كُلَّ مذكور. وقيل: اذكرونى على الدوام لتطمئن قلوبكم بى، لأنه يقول: { { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } [الرعد: 28].
وقال بعضهم: أتم الذكر أن تشهد ذكرُ المذكور لك بدوام ذكرك له، قال الله جل من قائل: { فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ }.