خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْخَمْرِ وَٱلْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ ٱلْعَفْوَ كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
٢١٩
فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلْيَتَامَىٰ قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ ٱلْمُفْسِدَ مِنَ ٱلْمُصْلِحِ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لأَعْنَتَكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٢٢٠
-البقرة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { قُلْ فِيهِمَآ إِثْمٌ كَبِيرٌ }.
أى: فى تناولهما، ومنافع للناس فى تركهما.
قوله تعالى: { كَذٰلِكَ يُبيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } [الآية: 219-220].
أنهما على فكر وخدعة، ألا ترى أن طاوسًا وسالمًا قرءا:
{ { إِنَّ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ ٱليَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } [يس: 55] فقال: لو علموا عمن شُغلوا ما هنَّاهم ما اشتغلوا به. وقال بعضهم: وقد تغير قومٌ بالحضرة وهم لا يعلمون.
قوله تعالى: { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقْوَىٰ } [الآية: 197].
هذا خطابٌ للخاص لأنه لا زاد للعارف سوى معروفه، ولا للمحبوب سوى حبيبه وأنشد:

وإذا نحن أدلجنا وأنت أمامناكفى لمطايانا بذكراك هاديا

وقيل: تزودوا فإن خير الزاد الثقة به.
قوله تعالى: { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ } [الآية: 222].
المقيمين على توبتهم والمتطهرين من جميع ما تابوا منه.
وقال بعضهم: يحب التوابين من تقصير طاعاتهم، ويحب المتطهرين من أحوالهم وهم القائمون مع الله بلا علاقة ولا سبب.
وقال جعفر: يحب التوابين من سوء إرادتهم ويحب المتطهرين من إرادتهم.
وقال محمد بن على: التوابين من توبتهم والمتطهرين من طهارتهم. وقال أبو يزيد رحمة الله عليه: التوبة من الذنب واحدٌ ومن الطاعة ألفٌ وقال القاسم: إن الله يحب التوابين إن دامت توبتهم، ويحب المتطهرين إن دامت طهارتهم ليكون العبد على وجلٍ. سمعت النصرآباذى يقول: إن الله أثنى عليكم وجعل لكم قيمة حين قال: { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ }.
قوله تعالى: { وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي ٱلْمَسَاجِدِ } [الآية: 187].
قال الواسطى: الاعتكاف حبس النفس وزم الجوارح ومراعاة الوقت ثم أينما كنت فأنت معتكف.
وقال بعضهم: أهلُ الصفوة معتكفون بأسرارهم عند الحق لا يؤثرُ عليهم من حدثان الحوادث شئ لاستغراقهم فى المشاهدة.