خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِي ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِي ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ
٣٩
-طه

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } [الآية: 39].
قال سرى السقطى: ألقى عليه لطفًا من لطفه يستجلب به قلوب عباده.
قال ابن عطاء: ألقيت عليك محبة منى لك فمن رأى فيك محبتى لك أحبك بحبى بك.
وقال فارس: زينتك بملاحةٍ من عندى حتى لا تصلح لغيرى، ويحبك من يرى بك الملاحة فيك.
فقيل: أليس يوسف أعطى شطر الحُسْن؟ لِمَ لَمْ يكن يستوجب المحبة؟ قال: الحسن لا يوجب المحبة، والملاحة توجب المحبة، ألا ترى النبى صلى الله عليه وسلم كان عليه (ملاحة ممزوجة بهيبة).
قال الواسطىرحمه الله : { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي } فقال: المحبة تمتزج لأقوام كرجل يكون سخيًا شجاعًا، فقيهًا، فيفتن الناس على ذلك، والمحبة والتى ألقى على موسى ما زال ملقى عليه وهو فى صلب عمران ألا ترى فرعون لما شاهد الملقى عليه فى صغره من غير مزاج كيف رباه؟ مع ما كان يقتل من أولاد بنى إسرائيل وذلك لإلقاء المحبة عليه.
قال ابن عطاء: ألقى عليك لطفًا لا يراه أحد إلا أحبه.
قال بو بكر بن طاهر: أحببتك فحببتك إلى أحبائى.
وقال سهل: أظهر الله عليه ميراث علمه، وأورثه محبته فى قلوب عباده.
قال القياد فى قوله: { وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي }: لا يراك أحد إلا رق لك، ومال إليك.
وأيضًا: سبقت لك منى العناية بفضل الاختصاص على غيرك فخصصت بالذكر فى الثناء ومن اصطنعه الله لنفسه لم تسترقه طمع نفسه غيره.
قوله تعالى ذكره: { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ } [الآية: 39].
قال الواسطىرحمه الله فى هذه الآية ما يجئ نبى ولا ولىّ من محبته، ولا سلم أحد من منته. وهذا معنى قوله: { وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِيۤ }.
قال ابن عطاء: فى هذه الآية أنا مشاهد لك حافظ أرعاك بعينى ولا أسلم بسياستك إلى غيرى، ليعلمه حسن العناية به.