خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ سُبْحَانَ ٱللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٨
-القصص

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } [الآية: 68].
سمعت أبا بكر الرازى يقول: سمعت الجريرى يقول: سئل الجنيد رحمة الله عليه عن قوله: { وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخْتَارُ } وقال: كيف يكون للعبد اختيار والله المختار له يقول: { وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } [الآية: 68] إذا نظروا إلى الأحكام الجارية بجميل نظر الله لهم فيها، وحسن اختياره لهم فيما أجراه عليهم لم يكن عندهم شىء أفضل من الرضا والسكون لأن الخليقة لو اجتمعت على أن تختار لعبد ما هو أنفع له وأعود عليه لم يكن اختيارهم إلاَّ يسيرًا فى جنب ما اختاره الله لعبده ولن تبلغ الحقيقة مقاديرها وغايات عقلها ولها حدٌ ومكان لا يتجاوز نظر الله لعبده وجميل اختياره شىء لا يحيط به غيره ولا يعلمه سواه فأين يذهب عن ذلك ويخرج عنه فمن أخذ ذلك أهل الرضا حطوا الرحال بين يدى ربهم، وسلَّموا إليه أمورهم بصفاء التفويض والكون تحت الحكم.