خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ
٧٨
-القصص

حقائق التفسير

قوله تعالى: { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } [الآية: 78].
قال سهل رحمة الله عليه: ما نظر أحد إلى نفسه فأفلح ولا ادّعى لنفسه حالاً فتمت له، والسعيد من الخلق من صُرف بصره عن أفعاله وأقواله وفتح له سبيل الفضل والأفضال ورؤية منَّة الله عليه فى جميع الأحوال والشَّقى من زُيِّنت فى عينه أعماله وأقواله فافتخر بها وادّعاها لنفسه فتهلكه سمومها يومًا ما وإن لم تهلكه فى الوقت ألا ترى الله تعالى كيف حكى عن قارون { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } نسى الفضل وادّعاها لنفسه فضلاً فخسف الله به الأرض ظاهرًا فكم قد خسف بالأسرار وصاحبها لا يشعر بذلك وخسف الأسرار هو منع العصمة والرد إلى الحول والقوة وإطلاق اللسان بالدّعوى العريضة والعمى عن رؤية الفضل والقعود عن القيام بالشكر على ما أولى وأعطى حينئذ يكون وقت الزوال.