خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

الۤـمۤ
١
أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ
٢
-العنكبوت

حقائق التفسير

قال ابن عطاء: ظن الخلق أنهم يتركون مع دعاوى المحبة ولا يطالبون بحقائقها فحقائق المحبة هى صَبّ البلوى على المحب وتلذذه بالبلاء فبلاء يلحق جسده وبلاء يلحق قلبه وبلاء يلحق سره وبلاء يلحق روحه فبلاء النفس فى الظاهر الأمراض والحُمى فى الحقيقة ضعفها عن القيام بخدمة القوى العزيز بعد مخاطبته إياه بقوله: { { وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56] وبلاء القلب تراكم الشوق ومراعاة ما يرد عليه فى وقت بعد وقت من ربه والمحافظة على أحواله مع الحرمة والهيبة، وبلاء السر مع من لا مقام للخلق معه والرجوع إلى من لا وصول للخلق إليه وبلاء الروح الحصول فى القبضة والابتلاء بالمشاهدة وهذا ما لا طاقة لأحد فيه.
قال بعض السلف: إن الله إذا أحب عبدًا جعله للبلاء عرضًا.
قال عبد العزيز المكى: { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا } بالدّعاوى وهم لا يجربون البلاء.
قال النصرآباذى: خص الله أهل البلاء من بين عباده فقال: { الۤـمۤ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } أى بترك أن يدعى فينا ودعواه ولا يبلى بالاختبار والابتلاء كلما ادعى أحد فينا إلا ابتلى بأشد البلاء وأى جرأة أشد من ادَّعاء فانٍ فى باقٍ.