خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ
١٩٣
-آل عمران

حقائق التفسير

قوله تعالى: { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } [الآية: 193].
قال القاسم: الإيمانُ أنوار الحق إذا اشتملت على السريرة، وهو أن يغيب العبد تحت أنواره ويبدو له بحر الاختراق، فيغيبه عن وساوس الافتراق فيكون مصحوب الحق فى أوقاته لا يشعر بتسخيره ولا يعلم بحجابه، وإنما تحجب الكل بالكل وحجب كُلاً بكليته وقمع كلا بحده، لئلا يستوى علم أحدٍ مع علمه، وهذا هو صريح الإيمان.
قال أبو بكر الوراق: للمؤمن أربع علامات: كلامه ذكر، وصمته تفكر، ونظره عبره، وعمله بِرّ.
قال ابن عطاء: المؤمن واقف مع نفسه، ألا تراه يقول: { رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا } كيف أثبت أفعال نفسه ورجوعه إلى الإيمان ولم يعلم أنه مقدور ومدبرها ما هو فيه.
قوله عز وجل: { رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً }.
قال فارسرحمه الله : الحكمة فى إظهار الكون إظهار حقائق حكمته بالفعل الحكيمى.
وقال غيره: الحكمة فى إظهار الكون ارتفاع العلة فإذا ارتفعت العلة ظهرت الحكمة.
وقال إبراهيم الخواص: أمرهم بالتفكر فى خلق السماوات والأرض ثم قطعهم عن ذلك بقوله: { رَبَّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً } دلهم عليها ثم حثهم على الرجوع إليه؛ لئلا يقفوا معها فينقطعون عن مشاهدته والإقبال عليه.
قوله عز وجل: { وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }.
قال: مع من رضيت ظاهرهم للخلق وباطنهم للحق عز وجل.
وقال أبو عثمانرحمه الله : الأبرار هم الذين أسقطوا عن أنفسهم أشغال الدنيا واشتغلوا بما يقربهم إلى مولاهم.
وقال: الأبرار هم القائمون لله تعالى على حد التفريد والتوحيد والتجريد.
وقال سهل: هم المتمسكون بالسنة.
وقال: الأبرار: الناظرون إلى الخلق بعين الحق.