خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلاَ هُدًى وَلاَ كِتَابٍ مُّنِيرٍ
٢٠
-لقمان

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } [الآية: 20].
قال بعضهم: النعم الظاهرة: الأمن والنعم الباطنة الرضا والغفران.
قال ابن عطاء: النعم الظاهرة: الإسلام والنعم الباطنة الإيمان.
قال الجوزجانى: النعم الظاهرة: توفيق الطاعات والنعم الباطنة قبولها منك.
قال الجنيد رحمة الله عليه: النعم الظاهرة: الأخلاق والنعم الباطنة قبولها منك.
وقال أيضًا: النعم الظاهرة: الأخلاق والنعم الباطنة المعرفة.
وقال يحيى بن معاذ: قوله: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } هو كما قال القائل:

تفضل إحسانًا ووثق حرمته ووصل جبلاً من جبال الوثائق

قال يحيى: تفضل إحسانًا بالإسلام ووثق حرمته بالإيمان ووصل جبلاً من جبال الوثائق من جبال البر فى درجات الوسائل.
وقال ابن عطاء: الظاهرة خدمته الظاهرة والباطنة نور المعرفة.
وقال أبو الحسين الوراق: النعمة الظاهرة قبول الحق والنعمة الباطنة رضا الرب.
قال الوراق: النعمة الظاهرة استواء الخلق والنعمة الباطنة حسن الخلق لذلك كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول:
"اللهم كما أحسنت خَلقى فحسن خُلقى" .
وقال بعضهم: الظاهرة صحبة الصالحين والباطنة سكون القلب مع الله.
قال بعضهم: النعمة الظاهرة اتباع ظاهر العمل والنعمة الباطنة طلب الحقيقة فى الاتباع.
قال بعضهم: النعمة الظاهرة الإعراض عن الدنيا والنعمة الباطنة الرجوع إلى التوكل والثقة بالله.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزار يذكر عن ابن عطاء فى قوله: { ظَاهِرَةً } قال: ما يعلم الناس من حسناتك وباطنة ما لا يُعلمه الله من سيئاتك، والظاهر بنعيم الدنيا والباطن بنعيم الآخرة.
سمعت عبد الله يقول فى قوله: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } النعمة الظاهرة ما أنعم على الجوارح من مباشرة الطاعات والنعمة الباطنة ما أنعم على القلب من شتى الأحوال من المعرفة واليقين والرضا والتوكل وغير ذلك وهو يدلك أن العلم ظاهر وباطن وكما أن العلوم الظاهرة يرجع إلى أربابها كذلك علوم الباطن يرجع فيها إلى أربابها ونتائج علوم الباطن من قبول علم الظاهر واستعمال آدابها فيها.
قال بعضهم: هو الخَلق والخُلق.
وقال عطاء: سألت ابن عباس عن قوله تعالى: { وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً } فقال: هذه من مكنون علمى سألت عنها رسول صلى الله عليه وسلم قال:
"أما الظاهرة فما سوى خلقك وأما الباطنة فما ستر من عيوبك ولو أبداها لقلاك أهلك ومن سواهم" .