خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ
٢٤
-محمد

حقائق التفسير

قوله تعالى: { أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } [الآية: 24].
قال سهل: إن الله خلق القلوب وأقفل عليها بأقفال وجعل مفاتيحها الإيمان فلم يفتح بتلك المفاتيح على التحقيق إلا قلوب الأنبياء والمرسلين والصديقين وسائر الناس يخرجون من الدنيا ولم تفتح أقفال قلوبهم خرجوا منها وقلوبهم مقفلة: الزهاد والعباد والعلماء لأنهم طلبوا مفاتيحها فى العقل فضلُّوا الطريق ولو طلبوه من جهة التوفيق والفضل لأدركوا ذلك ويفتح أقفال قلوبهم، ومفتاح القلوب أن تعلم أن الله قائم عليك رقيب على جوارحك وتعلم أن العمل لا يكمل إلا بالإخلاص مع المراقبة.
قوله تعالى: { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَآ } [الآية: 24].
قال ابن عطاء: القلوب قلوب أقفلت عن التدبر وألسن منعت عن التلاوة وأسماع صمت عن الاستماع ومن القلوب قلوب كشفت عنها الغطاء فلا يكون لها راحة إلاَّ فى تلاوة القرآن واستماعه والتدبر فيه فشتان ما بين الجانبين.
قال ابن عطاء: المتدبر الناظر فى دبر الأشياء وعواقبها وأواخرها ليغيب عن شواهد أوائلها مشاهدها ليشهد ما عدم.
قال سهل: علامة التوحيد أن يجتهد فى الخدمة يفوض الأمر إليه ويقول: إن الله خلق القلوب وأقفل عليها بأقفال وجعل مفاتيحها الإيمان فلم يفتح إلا قلوب الأنبياء والمرسلين وسائر الناس يخرجون من الدنيا ولم تفتح أقفال قلوبهم وخرجو من الدنيا وقلوبهم مقفلة.