خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم
٣٨
-محمد

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } [الآية: 38].
قال سهل: معرفة علم السر كله فى الفقر وهو سر الله وعلم الفقر إلى الله وهو تصحيح علم الغنى بالله.
وسئل بعضهم: من الفقراء؟ قال: الفقراء إلى الله فإن الفقير على الحقيقة من يفتقر إلى غنى لا من يفتقر إلى دنى مثله أو فقير مثله.
قال أبو الحسن بن سمعون: لكل شىء فقر فأضرها فقر النفس والقلب وأشرفها فقرًا الهم والعقل لأن نفسى إذا افتقرت طلبت دنيا فيأسر العدو من أول قدم وإذا افتقر قلبى طلب ملكاً فحجبنى وإذا افتقر عقلى طلب علمًا وحكمًا إن وجدهما شربت فى الملك وحدى وإذا افتقر همى طلب وجدًا وودًا إن وجدت صرت حرًا.
قال الجنيد رحمة الله عليه فى قوله: { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ }. قال: لأن الفقر يليق بالعبودية والغنى يليق بالربوبية.
قال بعضهم: الله الغنى عن أفعالكم وأنتم الفقراء إلى رحمته والله الغنى عنكم بقوله: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } [الآية: 38].
قال بعضهم: الغنى القائم بنفسه والفقير القائم بفقره والحق مقيم الكل باينهم بالاستغناء عنهم كما باينوه بالافتقار إليه.
قوله تعالى: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } [الآية: 38].
قال بعضهم: لا يستقر على حقيقة بساط العبودية إلاّ أهل السعادة وقد يطأ البساط المتمرسون بالعبودية أوقاتاً ثم لا يستقرون عليه يبدل الله مكانهم فيه من أحب له السعادة ألا تراه يقول: { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم }.