خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ
١٧
-الحجرات

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَيَّ إِسْلاَمَكُمْ } [الآية: 17].
قال الواسطى رحمة الله عليه: لفظة المنة فى محل التلبيس لأن العباد إن لم يصحبهم رؤية المنة هلكوا لأن رؤية المنة حجاب كبير وفى رؤية المنة استدراج عظيم وكيف وهؤلاء من على أحد يعرفه وإنما المنن على من حجبه فذكر المنن جواب فى الحقيقة لمن مَنَّ عليه ألا ترى إلى قوله: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ } وفى كرمه لا تجوز المنة على أحد من الناس إذ المنة تقع على من هو خارج من ملكه فالمَنُّ على نبيه يستحيل أما علمت أن الكريم فى الحقيقة لا يمن إذا كان الممتن عليه من خدمه.
قال الحسين فى قوله: { بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ } قال: جواب لما سلف من قولهم لأن أحداً لا يستطيع حمل مننه فكيف يمن على من لا خطر له عنده فكيف يمن بما لا وزن له عنده على أحد.
قال القاسم: لو حققنا المنة لذات الكرم فإن الكريم لا يمن لأن الكل له عبده ولا خطر ولا زيادة فى وجوده ولا نقصان فى فقده والمنة على من هو خارج من ملكه ومن ملكه ومملكته.
قال الواسطى: آيسهم أن يكون لهم شىء من عندهم إلا ما أعطوا والمنة رؤية ما منك معظماً وترك رؤية ما إليك يطهر سرائرهم بذلك أن يروا لأنفسهم حالاً.
قال سهل: استعملت الورع أربعين سنة ثم وقع مِنىّ إليها التفاتة فأدركنى حياء ذلك بقوله: يمنون عليك أن أسلموا.