خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١١٩
-المائدة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { قَالَ ٱللَّهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } [الآية: 119].
سمعت محمد بن الحسن البغدادى يقول: سمعت محمد بن أحمد بن سهل يقول: سمعت سعيد بن عثمان يقول: قال ذو النون: ثلاثة من أعلام الصدق: ملازمة الصادقين، والسكون عند نظر المتفرسين ووجدان الكراهية لتغير السر لرب العالمين.
سمعت النصرآباذى يقول: سمعت إبراهيم بن عائشة يقول: سمعت أبا سعيد القرشى وقد سُئل عن الصادق فقال: الذى ظاهره مستقيم وباطنه لا يميل إلى حظ النفس لاستقامته، وعلامة صاحبه أن يجد الحلاوة فى بعض الطاعة ولا يجد فى بعضها.
وإذا اشتغل بالذكر والاجتهاد يجد الروح وإذا اشتغل بحظوظ نفسه حُجب عن الله وعن الأذكار.
وقال بعضهم: فى قوله { يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } حجاب الأكابر إخبارهم عن حضورهم ومن حضر نفسه لا يحضر ربه، ومن ادعى الصدق أثبت نفسه وأحضرها.
سمعت أبا بكر الرازى يقول: سمعت الكتانى يقول: سألت ابن عطاء بمكة عن قوله: { يَوْمُ يَنفَعُ ٱلصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ } قال: إرادتهم فى بيان أعمالهم بجوارحهم.
وقال الحسينى فى هذه الآية: إذا قابل ربه بصدق، وجهل أمر ربه، وطالب ربه بحظه ووعده يطالبه ربه بصدق صدقه فأفلسه عن رتبته وأبعده عما قصده، وينفع صدقه من لقيه الإفلاس وأيقن أنه كان مستعملاً تحت حكمه وقضيته.