خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٢٢
-الأنعام

حقائق التفسير

قوله عز وعلا: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا } [الآية: 122].
قال شاه الكرمانى: علامة الحياة ثلاثة: وجدان الأنس بفقدان الوحشة، والامتلاء من الحق بإدمان التذكرة، واستشعار الهيبة بخالص المراقبة.
وقال جعفر فى قوله: { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } قال: ميتًا عنا فأحييناه بنا، وجعلناه إمامًا يهتدى به وبنوره الأجانب ويرجع إليه الضلال كمن مثله فى الظلمات كمن نزل مع شهوته وهواه فلم يؤيد بروائح القرب ومؤانسة الحضرة.
قال ابن عطاء: أو من كان ميتًا بحياة نفسه وموت قلبه، فأحييناه بإماتة نفسه وحياة قلبه، وسهلنا عليه سبيل التوفيق وكحلناه بأنوار القرب فلا يرى غيرنا ولا يلتفت إلى سوانا.
وقال شاه: علامة النور فى القلب النظر إلى الدنيا بعين الزوال وتقرب الأجل بإبطال الأمل استعدادًا للموت، وإهمال الدمع عند ذكر الآخرة.
قال أبو محمد الجريرى: فى قوله { أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ } قال: إذا أحيا الله عبدًا بأنواره لا تموت أبدًا، وإذا أماته بخذلانه لا يحيا أبدًا.
وقال جعفر: أو من كان ميتًا بالاعتماد على الطاعات، فأحييناه: فجعلنا له نور التضرع والاعتذار.
وقال بعضهم: ميتًا برؤية الأفعال فأحييناه برؤية الافتقار.
وقال القاسم: أحيا أولياءه بنور الانتباه، كما أحيا الأجساد بالأرواح.
قال القناء: هذه حياة المعرفة لا حياة البشرية، وقال: ميت لا ذكر له فى الفناء عن الأذكار، فأحييناه بالموت عن إدراكنا والحياة فينا.
وقال سهل: من كان ميتًا بالجهل فأحييناه بالعلم.
وقال ابن عطاء: أومن كان ميتًا بالانقطاع عنه، فأحييناه بالاتصال بنا وجعلنا له نورًا اتصالاً كمن تركه فى ظلمات الانقطاع.