خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِّيَقُولوۤاْ أَهَـٰؤُلاۤءِ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَآ أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّٰكِرِينَ
٥٣
-الأنعام

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَكَذٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } [الآية: 53].
قال الحسين: قطع الخلق بالخلق عن الحق، قال: { فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ }.
قال أبو بكر الوراق: هى فتنة الرجل بولده وزوجته والاشتغال بهم وبأسبابهم وقد ذُكر عن بعض السلف أنه قال: ما شغلك عن الله فهو مشئوم وهو بلاء وفتنة.
وقال محمد بن حامد فى هذه الآية: فتن الفقراء بالأغنياء وفتنة الأغنياء بالفقراء، ففتنة الفقير فى الغنى رؤية فضلة عليه وسخطه لما يمنعه مما فى يده ويراه المعطى والمانع دون الله، وفتنة الغنى بالفقير ازدراؤه بالفقراء وتحقيره إياهم ومنعهم ما أوجب الله لهم عليه مما فى يده وامتنانه عليهم بإيصالهم إلى حقوقهم أو إيصال الحقوق إليهم، والذى يسقط عن الفقير فتنة فقره رؤية فضل الأغنياء والذى يسقط عن الغنى فتنة غنائه رؤية فضل الفقراء.
قوله تعالى: { أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِٱلشَّاكِرِينَ } [الآية: 53].
قال ذو النون: الشاكر هو المستزيد لذلك فضَّل الله الحامدين على الشاكرين.
وقال بعضهم: الشاكرين أى الراجعين إلى الله فى جميع أحوالهم.