خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ
٢١
-الأعراف

حقائق التفسير

قال أبو بكر الوراق: لا تقبل النصيحة إلا ممن يعتمد دينه وأمانته، ولا تكون له حظ فى نصيحته إياك، فإن العدو أظهر لآدم النصيحة وأضمر الخيانة قال الله تعالى: { وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّاصِحِينَ }.
قوله تعالى: { وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ }.
قيل: أشار إلى جنس الشجرة، فظن آدم أن النهى عن المشار إليها، وإنما أراد الله جل وعز جنس الشجرة المشار إليه فتناول آدم غيرها، وإنما وقعت التوبة على ترك التحفظ لا على المخالفة.
قال الله تعالى:
{ { فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً } [طه: 115].
قال الخراز: والله ما هنئ آدم الجنة ولا سكناها، إذ جعل فى جواره الأمر والنهى، ولو نظر آدم فى نفس المكرمة إلى خفاء الأمر والنهى فى ذلك المحل، ما هنَّأه نعيم دار السلام ولا استغف عن تلك الشجرة التي ابتلاه الله بالنهى خوفًا، ولكنه أغفله لتقع به الهفوة التى من أجلها رأى الزلة وقامت بها الحجة، وأخرجه من جواره معنفًا وسماه عاصيًا.