خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلسُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ هِيَ ٱلْعُلْيَا وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٤٠
-التوبة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } [الآية: 40].
قوله: { قَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ } حيث أغناه عن نصرتكم بقوله:
{ { وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ } [المائدة: 67]. فمن كان فى ميدان العصمة، كان مستغنيًا عن نصرة المخلوقين، ألا ترى أنه لما اشتد الأمر كيف قال: "بك أصول فإنك النصار والمعين".
وقال ابن عطاء فى قوله: { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } قال: فى محل القرب فى كهف الأنوار فى الأزل.
قال فى قوله: { لاَ تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا } قال: ليس من حكم من كان الله معه أن يحزن.
وقال الشبلى: { ثَانِيَ ٱثْنَيْنِ } بشخصه مع صاحبه، وواحد الواحد بقلبه مع سيده وقيل فى قوله: { إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ }: قال: الذين جحدوا نعمة الله عليهم به وبمكانه.
قال ابن عطاء فى قوله: { إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا }.
قال: معناه فى الأزل، حيث وصل بيننا وصلة الصحبة ولم ينفصل.
وقال بعضهم فى قوله: { لاَ تَحْزَنْ } قال: كان حزن أبى بكر إشفاقًا على النبى صلى الله عليه وسلم وقيل: شفقة على الإسلام أن يقع فيه وهن.
وقال فارس: إنما نهى عن الحزن لأن الحزن علة وإنما هو تعريف أن الحزن لا يحل بمثله، لأنه فى محل القربة وقيل فى قوله: { إِذْ هُمَا فِي ٱلْغَارِ } قال: أخرجهما غيرة مما كانوا يرونه من مخالفات الحق، فأخرجتهما الغيرة إلى الغار، فغار عليهم الحق فسترهما عن أعين الخلق لأنهم كانوا فى مشاهدته يشهدهم ويشهدونه، ألا تراه صلى الله عليه وسلم كيف يقول لأبى بكر رضى الله عنه:
" "ما ظنك باثنين الله ثالثهما" " مشاهدًا لهما وعونًا وناصرًا.
قوله تعالى: { فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا } [الآية: 40].
قال بعضهم: السكينة نزلت على أبى بكر فثبت، وزال عن قلبه ما كان يجده من الوجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال بعضهم: السكينة لأبى بكر ما ظهر له على لسان المصطفى صلى الله عليه وسلم من قوله:
" "ما ظنك باثنين الله ثالثهما"
". قال بعضهم: السكينة: سكون القلب إلى ما يبدو من مجارى الأقدار.
قال جعفر: فى قوله: { وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا }. قال: تلك الجنود اليقين والثقة بالله عز وجل والتوكل.
قال بعضهم: السكينة هى التثبت، ولا يتم التثبت إلا بالقطع عما سواه.