ليست واقعةُ القوم بخسرانٍ يُصيبهم في أموالهم، أو من جهة تقصيرهم في أعمالهم ولِمَا صنيَّعوه من أحوالهم.. فهذه - لعمري - وجوهٌ وأسبابٌ، ولكنَّ سِرَّ القصةِ كما قيل:
أنَا صَبٌّ لِمَنْ هَوَيْتُ ولكن ما احتيالي بسوء رأي الموالي؟
قوله: { وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً }: لو شاء الله سَعَادَتَهمُ لَرَحِمَهُم، وعن المعاصي عَصَمَهُم، وبدوامِ الذكر - بَدَلَ الغفلة - ألهمهم.. ولكن سَبَقَتْ القسمةُ في ذلك، وما أحسن ما قالوا:
شكا إليك ما وَجَدْ مَنْ خانه فيك الجَلَدْ
حيرانُ.. لو شِئْتَ اهتدى ظمآنُ.. لو شِئْتَ وَرَدْ